سياسة

الملك يحل بالدوحة اليوم وهذه أبرز القضايا التي سيناقشها مع أمير قطر

من المرتقب أن يحل اليوم الخميس، الملك محمد السادس، بالعاصمة الدوحة، حيث سيلتقي بأمير قطر “تميم بن حمد آل ثاني” عصرا في الديوان الأميري، وسيعقد الطرفان جلسة مباحثات رسمية بحضور وفدي البلدين.

وأفادت مصادر إعلامية خليجية، أن التوقيع  سيتم على عدد من الاتفاقيات تشمل عدة قطاعات لتعزيز التعاون الثنائي المشترك إضافة إلى مذكرات تفاهم.

وحسب ما كشفت عنه مصادر دبلوماسية، فإنه من المرتقب أيضا أن يتطرق الجانبان إلى القضايا الدولية الراهنة على ضوء التطورات الحاصلة في المنطقة خصوصا الملفات السورية والليبية إلى جانب اليمن والمفاوضات المنعقدة في الكويت حاليا.

وكشفت المصادر أن الوزراء المرافقين للملك محمد السادس سيناقشون مع نظرائهم القطريين الملفات المشتركة التي تم التباحث حولها وعلى رأسها العمالة المغربية وجلب بعض الكفاءات في قطاعات عدة منها التعليم والصحة والرياضة والمجال الأمني.

وسجلت العلاقات القطرية المغربية في السنوات الأخيرة تطورا مهما على ضوء الزيارات المتبادلة لقيادتي البلدين والوفود المشتركة واللجان التي تم تشكيلها لترجمة التوافقات على أرض الواقع.

وذكرت وسائل إعلامية قطرية، أن “المكي كوان” سفير المملكة المغربية لدى قطر، قال إن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث عددٍ من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما وأنها تأتي مباشرة بعد انعقاد القمة المغربية الخليجية الأولى بالرياض والتي بلورت مواقف موحدة تجاه عدد من القضايا الإقليمية لمواجهة التحديات والتهديدات التي تعرفها المنطقة العربية، كما أنها أعطت دفعة جديدة للشراكة الاستراتيجية بين الرباط ودول مجلس التعاون الخليجي.

وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية أن هذه الزيارة محطة بارزة في مسلسل تعميق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وتعكس أهمية العلاقة التي تربط البلدين في مختلف المجالات من جهة، وكذا الحرص الشديد لدى قيادتي البلدين على التنسيق المستمر في مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية من جهة أخرى، كما تعكس العزم الأكيد الذي يحدو قيادتي البلدين للعمل سوياً من أجل المزيد من تدعيمِ العلاقات وتطوير التعاون في كافة الميادين.

ونوه “كوان” بأن علاقات البلدين اتخذت، على هذا الأساس، منحى التحالف الاستراتيجي المتطور والمطرد، وازدادت توسعاً لتشمل العديد من الميادين، منها على سبيل المثال شؤون الاقتصاد، حيث تنامى حضور قطر في المجال الاستثماري بالمغرب، جسده إقبال المستثمرين القطريين على المغرب في مجالات متعددة، منها المجال السياحي والعقاري.

وأشار إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين في تطور مستمر، ومن المنتظر أن تشمل قطاعات مهمة كالطاقة والطاقات المتجددة والمواصلات والتجهيز والنقل وهي قطاعات ستلحق بركب تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين، خاصة وأنها تتوفر على المقومات الضرورية، لإرساء أسس تعاون مثمر يحقق المنفعة المشتركة للطرفين ويستجيب لتطلعاتهما الآنية والمستقبلية.

كما شهد البعد الاجتماعي في العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً مواكباً بذلك الطفرة التي تعيشها العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إذ تجسد هذا المعطى في عدة محطات، كان أهمها إشراف الملك محمد السادس على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز مركز استشفائي جامعي، رصدت له استثمارات بقيمة 2,33 مليار درهم، ممولة من طرف الصندوق القطري للتنمية.

كما تم بمدينة الرشيدية، تدشين مشروعين من أصل خمسة مشاريع تأتي ضمن توجيهات أمير قطر لدعم قطاعي التعليم والصحة بالمغرب، موجهين إلى مركز لتصفية الدم وغسيل الكلى بمنطقة كلميمة، ومجمع مدرسي للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة بمنطقة ملاعب.

ولفت إلى تتويج التعاون القطري المغربي في المجال الاجتماعي، بتوقيع البلدين على بروتوكول للتعاون في مجال استقطاب أطر تعليمية مغربية للتدريس في قطر، يقوم بمقتضاه الجانب القطري بتقديم احتياجاته من الأطر المغربية وفق التخصصات والشروط والمواصفات التي يحددها، على أن يتولى الطرف المغربي دراسة هذه الاحتياجات وفق الإمكانيات وإصدار مذكرة داخلية للانتقاء الأولي للأطر التربوية.

هذا بالإضافة إلى تدشين مكتب العمل المغربي بالدولة، والذي يأتي لتعزيز آليات التعاون المغربي القطري في مجال التشغيل والشؤون الاجتماعية، حيث يهدف المكتب إلى تنظيم استقدام اليد العاملة والكفاءات المغربية الراغبة في العمل بدولة قطر.

كما أكد “كوان” تقارب وجهات نظر البلدين وتوافقهما حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ما يعكس التضامن والدعم الموصولين لكلا البلدين القائم على أواصر الأخوة والتفاهم.