أخبار الساعة

انطلاق المؤتمر الثالث للدراسات التاريخية ببيروت بمشاركة مغربية

انطلقت اليوم الجمعة ببيروت فعاليات المؤتمر الثالث للدراسات التاريخية، بمشاركة عدد من الأكاديميين والباحثين المغاربة.

ويبحث المشاركون في المؤتمر، الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حول محور “التأريخ العربي وتاريخ العرب: كيف كتب وكيف يكتب، الإجابات الممكنة”، إمكانية كتابة تاريخ العرب انطلاقا من الأسئلة التي يمكن أن يطرحها المؤرخ العربي المعاصر.

كما يبحثون، وفق الورقة التقديمية للمركز، هذه القضايا من خلال أسئلة من قبيل “هل من تاريخ للعرب وحدهم”، وهل من تاريخ واحد للعرب” انتهاء بأسئلة التحقيب الزمني للتاريخ العربي.

وفي هذا السياق اعتبر المدير العلمي لإصدارات المركز، وجيه كوثراني، أنه ليست هناك طريقة واحدة أو منظور واحد لكتابة التاريخ العربي، ليبرز انطلاقا من ذلك أن السؤال “الخطير” المطروح حاليا هو “ما هو التاريخ العربي وما المقصود بالعرب”، خاصة بعد التحولات والتغيرات التي عرفها العرب مؤخرا.

وفي محاضرة افتتاحية، تطرق مدير المركز، خالد زيادة، إلى استخدام الوثائق في كتابة التاريخ العربي، معتبرا أنه ما دامت الوثائق تساهم في تبديل التاريخ “جذريا”، فإن الأمر يستدعي تغيير الفهم للتاريخ، وبالتالي الانتقال من “التاريخ الخطي” إلى “التاريخ الديناميكي” المنفتح على العلوم الإنسانية والاجتماعية، وذلك بهدف تأسيس ما سماه ” مدرسة تاريخية عربية جديدة”. وطرح أستاذ التاريخ والحضارة في جامعة مولاي سليمان بمكناس، إبراهيم القادري بوتشيش، إشكالية سماها “التحقيب الثقافي” أو “البنيات الذهنية”، لتعوض “التحقيب السياسي” السائد والمعروف في التاريخ العربي.

واعتبر الباحث في دراسة هذه الإشكالية، في محاضرة تحت عنوان “الربيع العربي كحلقة جديدة في التحقيب التاريخي: الإرهاصات التأسيسية لكتابة تاريخ غير مدون”، أن ما سمي ب”الربيع العربي” ما هو إلا “تحول ثقافي” لا يخرج عن سياق التحولات والمتغيرات العالمية.

وفي هذا السياق عالج الأستاذ بوتشيش المتغيرات العالمية انطلاقا من مؤشرات ثلاث تتمثل في مقولة” النهايات” (نهاية التاريخ، نهاية الجغرافيا، نهاية المثقف، نهاية الإيديولوجيا…)، التي تشي كلها بنهاية مميزات حقبة تاريخية وبداية أخرى.

وفي ما يتمثل المؤشر الثاني للمتغيرات العالمية في “الطفرة المعلوماتية”، التي أفرزت حقبة عالمية جديدة و”متميزة” سماها بالحقبة “الرقمية”، يتجلى المؤشر الثالث في ظهور “الهوية الكونية”، التي أنتجت فاعلا بشريا جديدا لم يعد وليد “الهوية الوطنية أو القومية” بل صار وجوده يتشكل من خلال هوية رقمية تتداخل فيها هويات عدة.

وبالإضافة إلى الأستاذ بوتشيش، يشارك في المؤتمر عدد من الأساتذة المغاربة، منهم، عبد الرحيم بنحادة، أستاذ التاريخ الحديث والتاريخ العثماني (عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس سابقا)، وعز الدين جسوس، أستاذ التاريخ والحضارة في جامعة شعيب الدكالي كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، ومحمد حبيدة، أستاذ التاريخ الاجتماعي في جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، وعبد العزيز الطاهري، باحث في التاريخ، أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي.

وسيقارب هؤلاء محاور على التوالي “في إنتاج المعرفة التاريخية بالمغرب” و”الغرب الإسلامي بين البحث التاريخي العربي والغربي” و”كتابة تاريخ المغرب وتحقيب الزمن الطويل” و “الاستغرافية العربية المعاصرة بين التاريخ والذاكرة (المغرب نموذجا).

ويناقش المشاركون، من عدد البلدان العربية، على مدى ثلاثة أيام، محاور “كتابة التاريخ العربي مضمونا وتحقيبا ومنهجا”، و”تاريخ عربي أو إسلامي أو عربي إسلامي أو إقليمي أو تاريخ عالمي مقارن (إشكالية الجزئي والعام والمقارن)” و”تاريخ القطريات الوطنية” و “حقول جديدة ومناهج جديدة في الكتابة التاريخية”.

ويذكر أن بيروت احتضنت الدورتين السابقتين للمؤتمر سنتي 2014 و2015 على التوالي تحت شعار “التاريخ الشفوي: المفهوم والمنهج وحقول البحث في المجال العربي” ومائة عام على الحرب العالمية الأولى: مقاربات عربية”.