أدب وفنون

وجدة تبصم على لحظات إنسانية في مهرجان الفيلم المغاربي (صور)

لم تستقبل حاضرة الشرق مهرجانا فنيا سينمائيا مغاربيا وفقط، كانت ثمة من بين “التفاتات” المهرجان الرائعة، بصمة لعلامات إنسانية قلما تنتبه إليها مهرجانات أخرى.

الانتباه الذي حظيت به الفنانة الأم سعاد صابر، وتكريمها ثم تشريفها بالتوقيع على الدفتر الذهبي لدار الأيتام الذي كان الملك الراحل محمد الخامس من أول الموقعين عليه، كان له أكثر من معنى، ليس آخره الاعتراف للفنانة المغربية بما خلفته من إرث فني تلفزيوني وسينمائي مغربي، شكلا من أشكال رد الجميل والاعتبار للفنان، خصوصا ذاك الفنان الذي ألفنا تكريمه، في عادة تبدو سيئة للغاية، إلا حين يكون قد قضى أو أن يكون قد أنهكه المرض.

وفي “ثنايا” المهرجان، ظهر فنانو الشرق، جنبا إلى جنب مع زملائهم من باقي ربوع الوطن ومن الذين يشتغلون في الخارج، وأيضا رفقة نظرائهم المغاربيين.

في حفل الاختتام، صفق الجمهور الوجدي، الذي حضر بكثافة إلى مسرح محمد السادس، كثيرا على نجمه المفضل، محمد الدوزي، حين تقدم إلى الخشبة كي يتسلم التكريم من الفنانة سعاد صابر.

عل الخشبة، وبلغة وجدية بادية، خلق الدوزي الحدث، وبدا أكثر ذكاء وهو يعبر في عبارات اخترقت مشاعر الحاضرين، حين خاطب الفناة القديرة سعاد صابر، “أمي تبغيك بزاف”، قبل أن ترد عليه “سلم لي عليها”، معتبرة إياه ابنها الذي لم تنجبه، في لحظة بوح إنساني خرج عن كل بروتوكول لحظات الاختتام الرسمي للمهرجان.

وفي أجواء المهرجان، حضر أيضا، مصطفى بنحمزة، عضو المجلس العلمي الأعلى، الذي تقاسم مائدة الغذاء مع الفنانة سعاد صابر، في إحدى الصور اللافتة.

من جهتهم، الإخوة بوشناق، الإرث الغنائي للشرق ثم الوطن الممتد على أكثر من أربعة عقود، حضر هو الآخر بقوة خلال لحظات الاختتام، والتي لم تخل من حس إنساني، حين صعد الأخ الأصغر حميد بوشناق، وغنى عازفا على آلة البيانو راثيا آخاه محمد الذي رحل مؤخرا، في أغنية كان يفضلها الراحل، وأداها حميد، على غير العادة، بحس إنساني وفني راقي، استوقفه بكاء غلب عليه في إحدى مقاطعها وصفق لها الجمهور كثيرا.

صنعت المدينة الشرقية فرحتها على طريقتها، واستطاعت، في مهرجان بدا أنه يتلمس طريقه نحو الاستمرار الأكيد، رغم شح التمويل، وانتظار الوعود، ويبقى الإمساك بمضمون المهرجان المغاربي وحمل قيم التسامح وإشعاع ثقافة التواصل مع الأجيال، الرصيد الغني الذي يرهن مستقبله للاستمرار.