عذرا أطفال أزيلال
كلما هب البرد واشتد الزمهرير في مداشر و جبال أزيلال
إلا واشتد الجوع ودنا الموت من الشيوخ و الحوامل والأطفال
فهذا طفل يرتجف بدون خف ولا جورب.. يرتدي النعال
وذاك صبي بدون حليب ولا لقمة فأبوه محاصر بدون مال
عذرا أطفال أزيلال…
أقرانكم، أبناء علية القوم يدرسون الفن والجمال و “الخبال”
وأنتم حرمتم غصبا نعمة العلم والمعرفة..وقتلوا فيكم الآمال
هم يركبون سيارات النقل المدرسي و دراجات من طراز عال
وأنتم بحثا عن رزمة حطب أو دلو ماء تركبون الحمير والبغال
عذرا أطفال أزيلال…
حرمتم لذة الصبا.. ولعب الطفولة.. وتعرضتم لأبشع أنواع الإستغلال
لم يراعوا أعينكم البريئة..وسنكم الصغيرة..ووجوهكم النيرة مثل الهلال
يا مدافعين عن حقوق الطفولة والمساواة والمناصفة..و يامدعي النضال
أبناء وبنات جبال أزيلال يعانون، في صمت، شتى أنواع البؤس و الإهمال
هيا،جميعا، نهب لنجدة أطفال محرومين.. مهمشين.. نريدهم غدا أبطال
عذرا أطفال أزيلال…
عذرا أطفال تاغية .. بوعنتر.. أيت بولي.. واولى… و أيت بلال
أجسامكم الصغيرة ترتجف من جوع.. من برد قارس.. أرى دمعا سيال
تحلمون أن تستمتعوا بطفولتكم “بس”.. فلا يهمكم أفازت البارصا أم الريال
ترغبون في لقمة عيش ولباس ريش وكناش في مدرسة تبعد بعشرات الأميال
سمحتم في المسابح و الحدائق والقاعات المغطاة والمخيمات وكل أنواع الإحتفال
وتصرخون وتستنجدون رجاء .. رجاء .. راحة البال .. راحة البال…
عذرا أطفال أزيلال…
أنتم عرضة لمؤامرة دنيئة خسيسة تحاك بالنهار وبالليال
يريدون أن يقتلوا فيكم الآدمية والكرامة وشموخ الجبال
يخططون لحرمانكم من العلم والدفء ويقتلوا فيكم النضال
فآل الموحي يسعون و يتمنون لو أن كل أبناء المنطقة “إغيال”
حتى يصوتوا ويتبعوا ويقبلوا دوما يد كبير الأميين المتعال
عذرا أطفال أزيلال…
أنتم أحفاد الفاروق والصديق والسيف المسلول وبلال
فلا تيأسوا.. ولا تستسلموا.. فأنتم مستقبلا هم الرجال
