وجهة نظر

المغرب ليس دولة عربية ولا مغاربية !

في بلد مثل المغرب ما أسهل إشعال حرب عنصرية ….

و أنا أتصفح الأنترنت مر علي شريط فيديو لمديرة تحرير القناة الثانية مفاده أن هاته الأخيرة صرحت بأن المغرب ليس بدولة عربية و إنما هو دولة مغاربية . وعندما بدأت بقراءة التعاليق فوجئت بحرب عنصرية ابتدأت بالحرب بين العربية و الأمازيغية ثم تفرعت بين ألأمازيغ فيما بينهم و العرب فيما بينهم .

مما لم يدري من علق بشراسة على موقفه ، أن الغاية من التصريح قد تحققت ، و أن هذا التصريح لم يأت صدفة في منبر إعلامي كبير و إنما جاء من جهة لكسب نسبة مشاهدة كبيرة ، و خلق الحدث تحت شعار : “خالف تُعرف” ، كما جاء للعب بأواصر الوحدة و التآخي و ضعضعتها . كما ذكرني ما حدث بزمن ما كان يسمى بالسيبة حيث كانت كل قبيلة تحكم نفسها بنفسها ، و تحاول فعل ما كان “بينكي و برين” يسعيان لفعله و هو محاولة السيطرة على العالم .

كذلك ذكرني ما حدث ب 1930 ، أي الظهير البربري الذي فشل بسبب التصريح واضح البيان و اللهجة و هو محاولة التفرقة بين العرب و الأمازيغ، و قد استفيد من هذا الخطأ و صار الظهير البربري الحالي هو فرق بدون أن “تعيق”.

وهذه النزعات القومية عادت تتجلى في الساحة مجددا ، و هي آخذة بالتمدد ، فكل ينسب نفسه إلى عرق و يدافع عنه بشدة ، و ترى الرب يسب و لا أحد يحرك جفنا ، ولكن حينما يذكر الريفي بسوء يبدأ رد الفعل ، وعندما يهان الدكالي يبدأ الصراع … الخ وهذه سياسة ممنهجة للتحكم مبنية على نظرية فرق تسد.

مما يعاب على من دافع عن اللغة العربية ، و كذا الأمازيغية هو نسيان ما يجمع الطرفين في هذا البلد ، فكل يدافع من منظورعرقي ، الشيء الذي أغفل لذى كل منهما الجامع الذي جمع بين العرب و الأمازيغ على حد سواء ، و الجامع الذي ضمن لليهود حقهم في هذا البلد ، و الجامع الذي أوقف حمامات الدماء في هذا البلد ، و هو الإسلام ، فالذي وجب على كلا الطرفين تصحيحه وهو أن يقولا أن المغرب دولة مسلمة لا عربية و لا مغاربية و لا أماريغية . و تصريح سيطايل جاء لينفي الوجود الديني و مشروعيته التاريخية لتكون له الأحقية بأن ينسب له كل من ينتمي لهذا البلد و كل بلاد المسلمين على حد سواء… و قد نسيت سيطايل أن هذا التعايش بالمغرب جاء تطبيقا للمبدأ الرباني “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” و ليس أعربكم أو ممغربكم أو …. أو…

و أختم كلامي بأنه كلما وسعنا دائرة الانتماء،كلما زاد التعايش و تقوت الأواصر و الروابط الأخوية في المجتمع ،و إن أعم انتماء هو الانتماء إلى الإنسانية جمعاء ، و لكن الفخر الذي يجدر بنا أن نفخر به هو الانتماء إلى هذا الدين السامي و الذي لم ينزل على العرب وحدهم ، ولم يعتبر العرب شعب الله المختار ، و إنما هو للعالمين أجمعين ، و للإنسانية كافة.