وجهة نظر

جنرالاتهم ومخزننا !

من حقائق التاريخ أن كل عمل عسكري يسبقه ويسير بحذائه ويعقبه عمل دعائي صنوان لا يفترقان،فالحرب الاعلامية قنطرة عبور نحو اي حرب بعد اغلاق اخر نافذة تواصل ديبلوماسية ،و ضرورة حتمية قبل ساعة الصفر على الاقل لتكوين رأيا عاما مساندا لها .

يلجأ كل طرف الى وصفة ممزوجة بين المعلومة المخابارتية والخبر الاعلامي ،يجمع الاثنان فيقدما للمشاهد في مادة اعلامية “بريئة” ،ما العيب في ذلك؟الصحفي هو الاخر جندي مرابط بقلمه !

ما يحدث بين المغرب والجزائر فيما يسمى بالحرب الاعلامية مضحك ،بل محزن في احايين كثيرة ،الاعلام المغربي يكتب ” ردا عن ادعاءات اعلام المخابرات الجزائري …”،فيما الاعلام الجزائري يرد على “الاعلام المخزني المغربي “،فيما مواقع التواصل الاجتماعي ،الجزائريون يسخرون من نظرات الحارس الشخصي للملك ونحن نسخر من “تلفة” بوتفليقة الذي وضع ورقة التصويت في القمامة بدل الصندوق الزجاجي ….

ماذا لو غير الاعلام المغربي اللعبة قليلا ،عوض السخرية من الاشخاص ،يجرب النبش في تاريخ الجارة الحديث ،العقيد محمد سمراوي ،رئيس قسم المباحث في جهاز المخابرات الجزائرية السابق ،فر من الجزائر عام 96 طالبا اللجوء السياسي الى دولة اوربية ،هرب ومعه “امعاء “المخابرات الجزائرية ،ما يقوله الرجل في من يحكم بلده لم نقله نحن في حربنا الكلامية مع الجارة ،بالتواريخ المضبوطة والووقائع المحددة واسماء الاشخاص يتحدث الرجل عن الواقع الجزائري :

*الجزائر يحكمها اربع جنرالات ،هم دائما يريدون رئيسا صوريا “مدنيا “
*الجنرالات الاربعة هم حماة فرنسا في الجزائر …
*الرئيس بوضياف خططوا لعزله مباشرة بعدما بدأ ينفض الغبار عن ملفات فساد مقربين من الجنرالات ….
*ايقاف المسار الديمقراطي لانتخابات 91 كان مخططا مسبقا وحتى قبل اعلان نتائج الجولة الاولى ….
*بوتفليقة عاجز عن فعل اي شيئ رغم انه جاء بنية الاصلاح ،لكنه كلما حاول اخراج ملف فساد الا واخرج له الجنرالات “ملفا امنيا”
*لا تغيير للجزائريين مع بوتفليقة ،بوتفليقة امنتيه المتبقية الوحيدة هي ان يموت وهو يحمل صفة رئيس الجزائر …
*جنرالات فرنسا هم من يريدون استمرار مشكل الصحراء مع المغرب
*جنرالات فرسنا هم من يتأمرون على الشعب الجزائري

ليس سمراوي وحده من فتح فمه ،ضباط مخابرات جزائريون برتب عالية كلهم لم يدخروا جهدا في فضح “جنرالات الموت” وتبرئة ذمتهم او للمصالحة مع ذاتهم على الاقل.

لماذا لا نستغل كل هذا في حربنا الاعلاميىة مع الجارة ونبتعد عن هذه المهاترات الفارغة ؟؟