سياسة

كي مون قلق من جديد و”يأمر” المغرب بإرجاع أعضاء المينورسو “بالقوة”

في تطور جديد للخلاف بين المغرب والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أعرب الأخير اليوم الأربعاء عن “قلقه العميق” إزاء القرار المغربي الأخير القاضي بتقليص مساهمته المدنية في البعثة الأممية للصحراء، وإعلانه عدم رغبته في بقاء 84 شخصا من البعثة على الأراضي المغربية.

وأوضح نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، أن بان كي مون بعث بمذكرة شفهية إلى الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، يبلغه فيها بأن القرارات المغربية “تتعارض مع الالتزامات القانونية للرباط”.

وأضاف فرحان حق، أن المكتب التنفيذي للأمين العام “يطلب بقوة” من حكومة المغرب الامتثال فوراً لالتزاماته القانونية الدولية بموجب ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية وضع البعثة، والعمل معًا بروح من التعاون.

طالب بان كي مون المغرب بـ”الامتثال لالتزاماته القانونية الدولية”، معتبرا أن قرار المغرب بتقليص مساهمته في البعثة الأممية إلى الصحراء “تتعارض مع الالتزامات القانونية للرباط، على النحو المتفق عليه بموجب اتفاقية وضع بعثة مينورسو”.

وأشار المتحدث ذاته، وفق ما نقلته وكالة الأناضول، إلى أن “اتفاقية وضع بعثة مينورسو، تتضمن التزامًا قانونيًا على المغرب، بضمان أن أعضاء البعثة لديهم الحق متى طلبوه، بالدخول والإقامة والابتعاد عن منطقة عمل البعثة”.

وسبق للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، أن عبرت عن أسفها إزاء تصعيد المملكة المغربية لهجتها ضد أمينها العام، وإعلانها عن عزمها تقليص مشاركتها في قوات حفظ السلام، وتقليص مساهمته في بعثة المنظمة الدولية في الصحراء “مينورسو”.

وأكدت الأمم المتحدة في تصريح للناطق الرسمي باسمها ستفيان دوجاريك، أنها ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة للتخفيف من آثار الخطوة التي أعلنها المغرب، كما أعلن تشبث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتصريحاته التي رفضها المغرب واعتبرها مسا بمشاعر المغاربة وتطاولا على سيادته.

وتابع الناطق الرسمي للأمم المتحدة أن بان كي مون تخلى عن زيارته للرباط بسبب الأجواء القائمة حاليا بين المغرب وبين الأمين العام للأمم المتحدة، وقال “لا زيارة مقررة حاليا (…) وسحب بعثة الأمم المتحدة ليس واردا أيضا”.
وغادر جزء من موظفي بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (84 شخصًا معنيون بالمغادرة)، الأحد الماضي، بناء على طلب الرباط، على خلفية التوتر القائم بين الجانبين، على خلفية تصريحات أدلى بها “كي مون” بخصوص قضية الصحراء.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، زار مخيمات المحتجزين الصحراويين في تندوف، مطلع مارس الجاري، وأكد أنه لن يدخر جهدًا للمساعدة في تحقيق تقدم للتوصل إلى حل لقضية الصحراء، واصفًا وجود المغرب بـ”الاحتلال”، ما أثار غضب المغاربة.

وعلى إثر هذه التصريحات، قررت الرباط أيضًا، سحب وحداتها العسكرية من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتحقيق الاستقرار في أفريقيا الوسطى “مينوسكا”.