أدب وفنون، سياسة

من شركتين إلى 25.. بنسعيد يعلن عن قفزة نوعية في صناعة الألعاب الإلكترونية بالمغرب

شهد قطاع الألعاب الإلكترونية بالمغرب قفزة نوعية، إذ انتقل عدد الشركات الناشئة المتخصصة في هذا المجال من شركتين فقط عام 2021 إلى حوالي 25 مقاولة اليوم، وفق ما كشف عنه محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، خلال زيارة ميدانية لفضاء الشركات الناشئة في صناعة الألعاب الإلكترونية ضمن فعاليات الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة.

وأشار الوزير إلى أن هذا التطور يعكس جهود الوزارة في دعم الابتكار الثقافي وربط الإبداع السينمائي بالتقنيات الرقمية الحديثة، بما يفتح آفاقا جديدة أمام المخرجين والمنتجين المغاربة للاستفادة من تكنولوجيا الرسوميات ثلاثية الأبعاد والألعاب الإلكترونية في الأعمال السينمائية والصناعات الإبداعية الوطنية.

والتقى وزير الشباب والثقافة والتواصل، عددا من رواد هذا القطاع ومؤسسي استوديوهات مغربية متخصصة في تكنولوجيا الرسوميات ثلاثية الأبعاد والتقنيات الرقمية المبتكرة.

وأكد بنسعيد في تصريحات صحفية، أن الزيارة تعكس توجه الوزارة نحو دعم الابتكار الثقافي وربط الإبداع السينمائي بالتطور التكنولوجي وتعزيز التعاون بين السينما والتقنيات الرقمية الحديثة.

واعتبر الوزير أن العالم يعيش ثورة رقمية غير مسبوقة تمس جميع مجالات الإبداع، بما فيها السينما التي أصبحت تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية الحديثة.

وشدد على أن المغرب “كان لابد أن يواكب هذا التطور العالمي، وأن يفتح أمام المخرجين والمنتجين المغاربة آفاقا جديدة للاستفادة من هذه التقنيات، التي كانت في السابق مكلفة وصعبة المنال حتى على المستوى الدولي.

وأوضح الوزير، أن هذا الانفتاح على الصناعات الإبداعية الجديدة هو ثمرة اشتغال متواصل دام أكثر من أربع سنوات على تطوير منظومة وطنية في مجال الألعاب الإلكترونية.

وأبرز المتحدث أن هناك اليوم عشرات المقاولات المغربية الصغرى والمتوسطة التي تمكنت من اكتساب خبرات عالية في هذا المجال.

وقال بنسعيد: “هذه المقاولات توفر حلولا يمكن توظيفها ليس فقط في السينما، بل أيضا في مجالات أخرى كالأمن والصحة، إنها مقاربة جديدة في الاقتصاد الثقافي تتيح خلق فرص شغل وتنمية صناعات إبداعية وطنية قادرة على المنافسة”.

وأشار إلى أن عدد المقاولات الناشطة في قطاع الألعاب الإلكترونية بالمغرب عرف تطورا لافتا، حيث انتقل من شركتين فقط سنة 2021 إلى حوالي 25 مقاولة اليوم، وهو تطور يعكس انخراط المغرب المتزايد في الأسواق الرقمية العالمية، وفق تعبيره.

وأضاف أن الرهان المقبل هو تعزيز هذا الحضور الدولي عبر تشجيع التعاون بين المبدعين في السينما والمطورين في الألعاب الإلكترونية، بما يخلق دينامية اقتصادية واجتماعية جديدة قوامها الابتكار والتقاطع بين الفن والتكنولوجيا.

من جهتهم، عبر عدد من الفاعلين في المجال عن أهمية هذه المبادرة، معتبرين أنها خطوة عملية نحو جسر الهوة بين قطاعي السينما والتقنيات الرقمية.

واعتبر عزيز بكور، مؤسس استوديو “TRIAXIS STUDIO”، في تصريح لـ”العمق”، أن اللقاء الذي نظمته الوزارة يشكل مبادرة مهمة لـ”تعزيز الربط بين الاستوديوهات المغربية المتخصصة في التصميم ثلاثي الأبعاد والقطاع السينمائي”.

وتابع بكور في تصريحه أن الهدف هو “تحقيق تكامل بين قطاعين واعدين يسهمان معا في ازدهار السينما المغربية وتطورها التقني”.

وأوضح أن النقاشات التي دارت بين المخرجين والمنتجين والمطورين كانت مثمرة، إذ “كثير من المشاهد السينمائية تحتاج إلى ديكورات يصعب تنفيذها في الواقع، ويمكن تعويضها بتقنيات رقمية ثلاثية الأبعاد توفر الجهد والوقت والتكاليف، وتتيح للمخرجين مواكبة السينما العالمية من حيث الجودة البصرية”.

من جانبه، قال سعيد علاوي، مؤسس استوديو “Seelydot Studio”، إن هذه التظاهرة تشكل فرصة ثمينة للقاء بين المبدعين والمستثمرين والمنتجين.

وأردف: “مثل هذه اللقاءات تمنحنا فضاء لتبادل الخبرات، والدخول في شراكات إنتاجية واستثمارية جديدة، فهناك علاقة طبيعية بين السينما وعالم الألعاب، إذ نقوم بتصميم شخصيات يمكن أن تُستعمل في الأعمال السينمائية أو في الألعاب على حد سواء، وهو مجال مفتوح للإبداع والتعاون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *