وجهة نظر

حكاية عود الثقاب والمائة درهم.. مرسوم المنحة وأشياء أخرى

يتنذر المغاربة ويضحكون من حكاية جارية على ألسنتهم كلما أرادوا التنذر بشخص لا يراعي فقه النسب(وهو فقه شرعي). وخلاصتها: أن أحدهم سقطت له قطعة نقدية من فئة عشرين سنتيما، فأخرج ورقة نقدية من فئة مائة درهم، واستل عود الثقاب مشعلا النار فيها بحثا عن العشرين سنتيما.

ويستلقي البعض على قفاه من الضحك شفقة على هذا المجنون بهذا الصنيع.

ولعل لكل منطقة في المغرب مثل هذه الحكاية برواية أخرى شبيهة بها، والموضوع واحد.

ولعلك تسألني لعدم صبرك علي، وعدم استبصارك في الأمثال والحكايات: ماذا أريد أن أقول؟

وأقول لك قبل أن أشرح لك مرادي: إن الله تعالى قال:” وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاّ الْعَالِمُونَ”(العنكبوت:43).
فإذا لم يفهم الإنسان الأمثال وفي مقدمتها أمثال القرآن الكريم فليس من أهل العلم، بل هو من أهل الجهل. وليس جاهلٌ بقادر على النظر السديد، والفهم العميق للحياة والأحياء، فضلا عن أن يتقدم لإمامتهم وقيادة مطالبهم.

وكان من أهل العلم من يبكي على نفسه إن لم يفهم المثل أو الأمثال. ويقول: قال تعالى:” وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاّ الْعَالِمُونَ”، وأنا لم أعقلها.
وعوٌد على حكاية عود الثقاب بما نحن فيه، أقول: إن حكاية مرسوم المنحة التي قُلِّصت ـ لأسباب لا يعرفها الكثيرون، ولا يعرفون سبب رفعها في سنتين والتراجع عن ذلك ـ ألصق بما نتحدث عنه.

لقد أصر الطلبة على إسقاط هذا المرسوم إلى جانب أخيه.

وإذا كان الضائع من المنحة هو 1200درهم مدة زمنية لا تتجاوز العشرة أشهر. فإن إضاعة راتب شهري مدة حياتك المهنية، والذي يبدأ بقريب من 6000درهم(السلم العاشر). مع ما سيكون من الترقيات في السلاليم والدرجات والتعويضات وغيرها، أشبه بحرق صاحب المائة درهم ورقته النقدية عله أن يعثر على عشرين سنتيما، وقد لا يوفق في العثور، فيضيع الجميع عليه.

إن هذا الإصرار العجيب على المنحة بتضييع الراتب الشهري، هو عندي مثل تلكم الحكاية، ومثل حكاية من هو على استعداد للترافع في المحاكم من أجل الحصول على مائة درهم وإن صرف عليها 1000 درهم.

أين هو فقه الأولويات؟ أين هو فقه النِّسب؟ أين وأين من علوم مقاصد الشريعة الإسلامية التي درستموها. أم أنها ترف فكري لا علاقة له بالتطبيق والتنزيل.

أما سلطان العلماء، فقال في قواعد الأحكام:” واعلم أن تقديم الأصلح فالأصلح، ودرء الأفسد فالأفسد، مركوز في طبائع العباد، نظرا لهم من رب الأرباب، كما ذكرنا في هذا الكتاب، فلو خَيرتَ الصبي الصغيرَ بين اللذيذ والألذ لاختار الألذ، ولو خُير بين الحسن والأحسن لاختار الأحسن، ولو خير بين فلس ودرهم لاختار الدرهم، ولو خير بين درهم ودينار لاختار الدينار. ولا يقدم الصالح على الأصلح إلا جاهل بفضل الأصلح، أو شقي متجاهل لا ينظر إلى ما بين المرتبتين من التفاوت. واعلم أن المصالح الخالصة عزيزة الوجود”(ج1/ص7).

وهكذا نص شيخ المقاصد، وسلطان العلماء أن هذا المسلك المتهور إما صادر عن جهل، أو عن شقاء.

فهل هذا التصوير مني بتلك الحكاية صحيح؟

يخيل إلي أنه كذلك. فأدعو لكم ربي عن ظهر الغيب أن يحفظكم، لكي لا تضيع المنحة ويضيع معها الراتب.

ولكني أصارحكم ولا أُنومكم، مثل ما يريد البعض فعله، وأن ذلك قد يكون كائنا في الأسابيع القادمة: إن المنحة والراتب ضائعان بمثل هذا النضال. وإن الأسوأ الذي يتجنب إلى اليوم هو الذي يزحف إليه البعض غدا.

وفرق يا أبنائي كبير بين من ينصحكم إن قبلتم نصيحته، وبين من يحترف اتهام صاحب كل رأي مخالف له بأنه مسخر قلم وفمه لكسر النضال البطولي، والدعاية لأوهام فصل التوظيف عن التكوين، ومباركة المرسومين الساقطين.

فهذا تفكير طفولي، واتهام بغير بينة. وكل واحد يعرف قدره ومكانه ومكانته.

من حقكم أن تختاروا السبيل الذي تعقتنعون به، ولكن إذا أردتم السماع فعلى الأقل استمعوا لمن سمعته طيبة، وأعماله ناطقة، ولا ترتموا في أحضان من لم يستطع حتى ضبط أموره.

فخذوا طريقكم كما تريدون، فهذا حقكم. لكن لا تنتظروا أن نبارك لكم ما نعتقده غلطا.

ثم أنظروا أين انحرفت المعركة والنضال؟

من المطالبة بالحقوق إلى واد السب والإساءة، والاعتداء على كل أستاذ متدرب لم يختر اختيار المقاطعة. فإن كان لكم حق الإضراب وإن بغير حق، فلغيركم حقهم في اختيارهم.

وإن ما بينكم وبين المرسومين أربى من المشاتمة وسلاطة اللسان والاعتداء على حقوق الآخرين.

وإنه لعجب ثان أن تسب رئيس الحكومة، وتطالب منه أن يجلس للحوار معك لحل المشكلة بصفته رئيسا للحكومة. عجبا وأي عجب.
فمع من ستتحاور؟

وبأي وجه يلقى الساب من يريد محاورته؟

وهل نتعلمُ لنحل المشاكل أو لنسب؟

وهل هذا هو ما ستعلمونه لفلذات أكباد المغاربة؟

ما نفعني ما درست إن أوصلني تعلمي إلى السب وعدم الإبداع في الحلول.

لست أدافع عن رئيس الحكومة، وإن كان حقه وحق غيره من أهل الاسلام علي وعلى الجميع أن إذا اعتدي عليه بالسفه والرعونة أن ندافع عنه. فإن المسلمين تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم.

ومن رضي اليوم بالظلم في الناس، فلا يتأوهن غداً إذا وقع عليه.

وإن السيد رئيس الحكومة أو غيره من الخلق ليسوا معصومين، ولكن ميزان الشريعة يقول لي ولغيري: انتقد ما تراه معوجا، وأبد الرأي فيما تراه نافعا سديدا، ولكن لا تسمموا أجواءنا بسيء الأقوال، والاتهامات، والكذب والافتراءات والاعتداءات..

وها قد جلستم اليوم مع السيد رئيس الحكومة، وتوسطت نائبة برلمانية من أجل تحقيق بعض مطالبكم، ثم نتسامع منها بعد ذلك أنكم بدأتم في اللعب والكذب حسب ما صرحت النائبة البرلمانية التي توسطت ـ والعهدة عليها فيما صرحت به ـ أن الأساتذة المتدربين “حشموا بها مع رئيس الحكومة”، بعدما صرحوا في لقائه بهم أنه لم تكن لهم أية نية في الجلوس إلى طاولة الحوار، وأنهم لم يطلبوا أي لقاء مع رئيس الحكومة.

وعلقت أبلاضي غاضبة:” صدق من قال: “الباب اللي تجي منو الريح سدوا واستريح”، ثم قالت: السؤال: لماذا حضروا إذن؟”، وأفادت أنه لما استنكرت الأمر، أجابوها بأن إنكارهم لطلب الحوار كان القصد منه “جس نبض رئيس الحكومة” (هكذا صرحت لموقع العمق المغربي).

فاتقوا الله ثم قولوا ما تريدون قوله، واعلموا أن الأعمال لا تنصلح إلا بالأقوال المسددة، وأنها تفسد بالأقوال السيئة الخبيثة، قال ربي عز وجل:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وقولوا قولا سديدا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا”(الأحزاب:70ـ71).

فما علة الأمر بالقول السديد:” وقولوا قولا سديدا”.

والجواب مباشرة:” يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ…الآية.

إنني أردت أصالة أن أبين المنطق المقلوب، أردت أن أبين غير هذا. أردت أن أبين أن السب والتوسع والاحتيال والإمعان في عدم الرغبة والإرادة في الحل ليس منهجا في الاسلام.

والمغاربة حكماء حين قالوا في باب المطالبات: من لم يقنع بنصف الخبزة، فليعلم أنه سيضيعها كاملة إذا كانت تلك هي إرادته.
ولعلك تقول: هذا جبن، هذه انهزامية…

قل ما بدا لك، فتلك شنشنة أعرفها من أخزم.

ولكن، هذا هو تفكيري أنا، وهذا منتهاه. وإنه وإلى اليوم لم يخني، ولم أتأذ منه، ولم أوذ أحد من خلق الله. فقارن إذا كنت منصفا.

إنني أعرف أن الأساتذة المتدربين ليست لهم خبرة ولا معرفة بحقيقة بلادهم وظروفها وطريقة النضال والتسويات. ولكني أعرف أنهم اختاروا طرق البعض الذين عشت معهم ولا يزالون، وهم توجهات شتى، بتفكير متقارب.

لقد كنت مناضلا، وكنت مسؤولا في الحوارات، وعند لقائنا بالمسؤولين للتحاور، كانت بعض هذه الأطراف لا تدافع عن ملف مطلبي تُفرح الناس بحله، بل كانت تمعن في عدم حله، لأن لها مطلبا آخر لم يكن لها من الجرأة الصدع به، لعلمها أن الجماهير ستنفض عنها، فلذلك اختارت طريق التحايل عليهم، بامتطاء الدفاع عن مطالبهم، وكم من حق مرفوع لا يراد به وجه الله، وكم من باغ الخير لم يصبه.

ولم يكن يهمها الملف المطلبي بتاتا. وأنا أستحضر بين عيني وقائع حضرتها، وكنت عضوا فيها، ولست أخبركم عن الحكايات، وعن قالوا، وعن زعموا.

كانوا ولا يزالون كلما سنحت لهم السانحة إلا وافترصوها لمشروعهم وأحلامهم.

إن المساندة والتعاطف الحقيقيين هي أن تبحث للناس عن حلول. فإن لم يكن الحل مرضيا مئة بالمائة، فليكن ب90٪ أو 80٪ أو 70٪ أو حتى 50٪.

فهذا الحل أفضل من العدم. ولكل وجهة هو موليها.

وأسوأ النضالات الخاسرة هي التي لا تبدأ بالتدريج. من هنا تبدأ المقاتل. فإنك إذا اخترت آخر الأشكال النضالية. ثم لم يتحقق مطلبك. فماذا ستفعل بعد ذلك؟

إن هذا لهو الانتحار في النضال. ولذلك قلت في أحد تعليقاتي: إن النضال من غير رؤية كارثة.

وهذا الذي قرره البعض بأن اختار آخر شكل نضالي وهو المقاطعة، ولم يتدرجوا حتى يصلوا إليها، كيف أقفلوا على أنفسهم خط الرجعة. ولو استقبل الكثيرون من أمرهم ما استدبروه لكان لهم رأي آخر، ولكن الزمان يتقدم ولا يتراجع.
وها نحن اليوم بدأنا نقرأ نشر الغسيل بين الأساتذة المتدربين(أنظر تقرير هسبريس البارحة تحت عنوان: أساتذة الغد ينشرون غسيلهم حول الاحتجاجات والسنة البيضاء).

وهو عندي أمر طبيعي ومتوقع لمن يندفع من غير رؤية واقعية. أو لمن له رؤية أخرى متستر عليها. أو لمن لا يريد سماع رأي آخر قد يكون هو الأسد.

ولقد هلك الهالكون قبلنا لأنهم سمعوا قولا حقا، فرفضوه وأقبروه، وأذاعوا في الناس مقبحة دعوى الإجماع الكاذب، قال تعالى:” فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى”(طه: 62).

وكان ما اختاروا بقاءه سرا، هو المنجاة لهم لو لم يعادوه. لقد تنازعوا في الرأي:” فتنازعوا أمرهم بينهم”، أي كانت هناك آراء كثيرة كل واحدة منها تنزع في اتجاه، غير أن الاستبداد أقبر الآراء، فأقبرته في اليم غرقا.

وانظروا إلى المركزيات النقابية في المغرب والمركزيات النقابية في كل الكون كيف تناضل، ولا تبدأ بآخر الكي في نضالها كما بدأ بعض أبنائنا به في المراكز الجهوية، وقد أوصلونا إلى الباب المسدود، ونحن جميعا واقفون لا نبرح مكاننا نتفرج.

في المغرب لست أملك إحصائيات، ولكني أعلم كما يعلم غيري أن جمهورا عريضا من الأساتذة كانوا متذمرين من غياب إيجاد الحلول لمستحقاتهم المالية، وقد تم الاتفاق مع النقابات لتسوية ذلك أن يبدأ التعويض من سنة يتفقون عليها. وكذلك كان.

وقد سويت وضعية جميع هؤلاء الأساتذة في سنوات ماضية، مع أنك ستجد منهم من ضاعت منه سنتين ماليتين، ومنهم من ضاعت منهم ثلاث سنوات، ومنهم من ضاعت منه خمس سنوات…فاسألوا هؤلاء الذين يشجعونك على المضي في الغي، هل يعرفون هذا أم لا؟ وهل وقع لهم أم لا؟ وهل وقع للسادة الأساتذة أم أنني أفتري، ويعلم الله تعالى أن أقبحه عندي أن ألج فيه.

غير أن الجميع رفعوا التحية عالية لهذه النقابات على اختلاف توجهاتها أن توصلت إلى حل وتسوية وإن بإضاعة جزء من المال. لكنه ضياع مع تسوية. ولو تصلبت النقابات والمركزيات، ما وَقَعَتْ تسوية لأحد…وليتمسكوا ساعتها بمطالبهم التعجيزية والنفخ في الطبول.
ولذلك كنت أسمع في النضال النقابي حكمة يرددها المناضلون، هي: خُذْ وطالِبْ.

ومنذ أكثر من عشرين سنة لم تعترف الدولة بحملة الدكتوراه الفرنسية إلى هذا اليوم. ولم تمنح هؤلاء أية معادلة…ومنهم أساتذتي. ولا يزالون يناضلون عن ملفهم المطلبي كلما وافتهم الفرصة، وهم عندي مظلومون. ولم يقاطعوا أو قرروا المقاطعة.

فهل هم من الحمق بحيث يضيعوا راتب أستاذ التعليم العالي من أجل ترقية لها أكثر من باب.

وإذا كنا منصفين، وسألناهم عن تعقد مطلبهم العادي. فسيقولون لك: إنها أطراف كانت تحاور عن ملفها لا عن ملفنا. إنها أطراف معروفة بحشر أنفها في كل مشكلة لتعقيدها لا لحلها، وتظهر كلامها وتنمقه حتى يبدو من باب الرحمة، ولكن باطنه من قِبله العذاب.

فلا تملك مشروعا تدافع عليه، ولكن تنتظر الأزمات للاشتغال عليها. وستجدها في كل أزمة حاضرة للتأزيم لا لإيجاد الحل.
ولست أرجم بالغيب، ولكنها أحداث انتفض فيها هؤلاء الأساتذة من جميع الكليات، فكشفوا لنا المستور، وذكروا الأسماء والمسميات والأوقات، وأصدروا المقالات والبلاغات والبيانات والتنديدات. فليعد إليها من أراد معرفتها بنقرة في حاسوبه.

ومنهم من قرر بناء نقابة جديدة مسؤولة.

إن الحق مر، ولكنني قبلتُ أن أتجرع مرارته على أن يضيع ونحن ننظر في إضاعته. وقد نتأذى من بعض القاسطين العادلين. وعلمي أن القاسطين العادلين مذمومون في الكتاب، ويقودون إلى الهاوية.

ولكن قاتل الله العناد وخيبه.

وعجبي لا ينقضي من بعض الأساتذة المتدربين لهم نفس رأيي هكذا اعتقدت، ثم لم يملكوا الشجاعة أن يتوقفوا ويقولوا: لا، وهم يرون بأم أعينهم أن الطرق مسدودة، فقط حتى يرضى فلان أو علان. فاللهُ يا قوم أحق أن ترضوه إن كنتم بكتابه تؤمنون. “يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ”(التوبة:62).

وصدق المصطفى عليه من ربي الصلاة والسلام:” مَنِ الْتَمَسَ رِضَا الله بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ الله عَنْهُ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ الله، سَخِطَ الله عَلَيْهِ، وَأسْخطَ النَّاسَ عَلَيْهِ “.

واعلم أن رضا الناس غاية لا تدرك، ورضا الله غاية لا تترك. فاترك ما لا يدرك، وأدرك ما لا يترك. فإنه لا يكفي تسجيلك الإعجاب على ما كتبته، لأن الأمور بالمواقف والأعمال، لا بالأقوال ونقرات الإعجاب. وقد خطب الفاروق يوما أقصر خطبة في تاريخ الإسلام، قال فيها بعد أن حمد الله وأثنى عليه، نحن أحوج إلى أناس فعالين، لا إلى قوالين، والسلام. أقم الصلاة.

وإن طريق الرضا لا يمر إلا عبر سبيلين:

الأول: الإيمان.

الثاني: العمل الصالح.

قال تعالى:” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا” (مريم:96).

فلذلك اخترت هذا الاختيار، وقلت هذا القول في مرسوم المنحة، ولغيري واسع النظر، وللجميع مني السلام، وعند الله تجتمع الخصوم.

وفي الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى مع مرسوم فصل التكوين عن التوظيف وأشياء أخرى.