مجتمع

الحكومة تطلق عدة مشاريع للحد من نزيف “حرب الطرق”

تزامنا مع اليوم الوطني للسلامة الطرقية الذي يوافق 18 فبراير، أعطت الحكومة الانطلاقة لعدة مشاريع تهم السلامة الطرقية بكل من جرسيف وفاس، وذلك ضمن “المقاربة التشاركية وسياسة القرب المحلية من أجل تخفيض عدد ضحايا الحرب الطرقية”.

في هذا السياق، قال نجيب بوليف الوزير المنتدب المكلف بالنقل، إن وزارته وضعت اللبنات الأساسية لاستراتيجية وطنية للسلامة الطرقية للعشرية القادمة 2016-2025، والتي تهدف إلى تخفيض عدد القتلى على الطرقات بنسبة 25% خلال 5 سنوات المقبلة، وتخفيض عدد القتلى على الطرقات بنسبة 50% خلال 10 سنوات المقبلة.

وأضاف الوزير، في يوم دراسي نظمته الوزارة المكلفة بالنقل رفقة وزارة العدل والحريات، حول “دور القضاء في تحقيق السلامة الطرقية “، يوم الأربعاء بالرباط، أن هذه “الاستراتيجية تتميز بطابع شمولي ومندمج، وتقوم على اعتماد نظام الحكامة الجيدة في تدبير ملف السلامة الطرقية بإشراك مختلف القطاعات الحكومية وغير الحكومية المعنية بالموضوع”.

اليوم الدراسي الذي ناقش بعض الإشكالات التي أفرزها التطبيق العملي والقضائي لمدونة السير على الطرق، حضره حوالي 200 مشارك من مختلف الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين في منظومة السلامة الطرقية، وفي المنظومة القضائية.

وقام بوليف، حسب بلاغ للوزارة، رفقة عثمان سوالي، عامل إقليم جرسيف، يوم الثلاثاء بمدينة جرسيف، بإعطاء الانطلاقة لعدة مشاريع تهم السلامة الطرقية، من ضمنها إنشاء حواجز واقية على مقربة من المدرسة، ستمكن التلاميذ من عبور الطريق من خلال استعمال الممر الخاص بالراجلين.

 

ويهدف هذا المشروع “مدارس آمنة” إلى تأمين تنقلات الأطفال في محيط المدارس التعليمية، وتحسيس السائقين على احترام محيط المؤسسات التعليمية، حسب الوزير.

ويصل عدد المدن المستفيدة من هذا المشروع إلى 56 مدينة، ويبلغ عدد المدارس المستفيدة من الحواجز الوقائية 143 مدرسة موزعة على مختلف الأقاليم.

كما وضع بوليف حجر الأساس لحلبة نموذجية، تعتبر الأولى على المستوى الوطني، خاصة بالتربية الطرقية، والتي تعتبر فضاء تربويا تقدم فيه دروس نظرية وتطبيقية حول كيفية استعمال المجال الطرقي بشكل سليم.

ومن جهة أخرى، و”تفعيلا لسياسة القرب المحلية”، وضع الوزير حجر الأساس لمركز جديد لتسجيل السيارات بالمدينة، وتقدر مساحة المركز بحوالي 6000 متر مربع، 800 متر مربع منها على شكل بنايات.

كما أعطى الانطلاقة لمشروع تهيئة مركز تسجيل السيارات وحلبة اجتياز الامتحان التطبيقي لنيل رخص السياقة، بمواصفات دولية، وذلك بحي الدكارات بفاس، وتبلغ مساحة المشروع حوالي 7300 متر مربع.

وفي إطار الاستراتيجية الجديدة للسلامة الطرقية للعشرية القادمة 2016-2025، وقع الوزير المنتدب المكلف بالنقل نجيب بوليف على اتفاقية شراكة إطار بين الوزارة وعمالة فاس والمجلس الجماعي لفاس من أجل النهوض بمجال السلامة الطرقية على المستوى المحلي لمدينة فاس.

 

وتتبنى الاستراتيجية مقاربة مندمجة تلامس الإشكاليات المحلية والإقليمية، وذلك باتخاذ تدابير تروم تحسين مؤشرات حوادث السير من خلال إبرام اتفاقيات شراكة تحترم خصوصية كل إقليم ومدينة.

ويبقى عدد القتلى الذين يسقطون يوميا على الطرق يكشف بوضوح الحرب الشرسة التي يخوضها المغرب والتي لا تختلف عن حروب أخرى تقع في مختلف مناطق العالم، مخلفة خسائر مادية كذلك، حيث تكشف الإحصائيات أن حرب الطرق تكلف المغرب سنويا 14 مليار درهم، أي ما يعادل 2.5 في المائة من الناتج الداخلي الخام للمغرب.