خارج الحدود

نصر الله: السنة حلفاء إسرائيل ونحن وسوريا عمود المقاومة

شن الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، هجوما لاذعا على الحكومات السنية في العالم العربي متهما إياها بقبولها لـ”صداقة” إسرائيل، مشيرا إلى أن السنة يعتبرون إسرائيل “حامية” للمنطقة مما سيتسبب في “ضياع فلسطين”، ومشددا على أن سقوط نظام بشار الأسد هو “سقوط للمقاومة”.

وقال خلال كلمة له بمناسبة الاحتفال بـذكرى “القادة الشهداء” تحت شعار “مقاومة لا تهزم” بـضاحية بيروت الجنوبية، الثلاثاء، إن الكيان الإسرائيلي حليف للسنة، مشيرا إلى أن الإسرائيليين اعتبروا أنفسهم، بعد عقد مجموعات من المؤتمرات الداخلية، أنهم أمام فرصتين ذهبيتين “الفرصة الأولى هي تشكل مناخ مناسب لإقامة علاقات والدفع بتحالفات مع الدول العربية السنية”، والتي اعتبرها نصر الله في مصلحة “إسرائيل” خصوصا وأنها ستستفيد من تفاقم الصراع بين تكتل الدول العربية السنية وإيران، أما الفرصة الثانية فتتجلى في “إمكانية تغيير النظام في سوريا”، بالتعبير الحرفي: “سقوط النظام في سوريا سينزل ضربة قاسية بمحور المقاومة والجيش السوري سيصبح من المشكوك بقدرته المشاركة بأي مواجهة عسكرية مع إسرائيل”.

وكشف نصر الله إلى أن الحكومات العربية طبعت مع “إسرائيل” منذ القدم، ولديها علاقات قديمة مع إسرائيل في العلن والخفاء، وتساءل، موجها كلامه للحكومات العربية السنية، “كيف تقبلون بها (إسرائيل) صديقا وحاميا وهي التي تقتل الفلسطينيين في كل لحظة؟”.

وتابع، حسب موقع “عربي21” الذي أورد الخبر، “كيف يقبل عاقل من أهل السنة أن تقدم له إسرائيل على أنها صديق وحامي، هؤلاء الذين يقدمون هذا العدو على أنه صديق هم عملاء وخونة وحاقدون”.

وحمل مسؤولية تطبيع العلاقات مع إسرائيل للعلماء والمثقفين والنخب والشعوب العربية السنية، وقال “إن ثبتت إسرائيل نفسها حليفا وصديقا للسنة فهذا يعني أن فلسطين ضاعت للأبد”.

ودعا نصر الله إلى أن يواجه التقارب بين السنة وإسرائيل بـ”جدية” لأن “إسرائيل تنظر إليه على أنه فرصة لهم لبناء علاقات مع الدول العربية”، وقال إن على الشعوب العربية “رفض هذا الخداع والتآمر”.

واعتبر الأمين العام لحزب الله سوريا “عمود خيمة المقاومة في المنطقة”، وقال إن إسرائيل تهدف إلى القضاء على المقاومة بإسقاطها لنظام بشار الأسد، وليس حبا في شعبها، بل خدمة لمصالحها فقط، “فلا توجد قيم أخلاقية لديها”، وتابع “من زاوية إسرائيل، المصلحة في زوال هذا النظام (بشار الأسد)”.

وأشار إلى أن إسرائيل تعتبر كل من تنظيم الدولة وجبهة النصرة بسوريا أفضل لها من بقاء النظام السوري القائم حاليا، لأن هذا النظام يشكل خطرا على مشروع ومصالح إسرائيل في المنطقة، لذلك “هم من اليوم الأول كانوا جزءا من المعركة على سوريا بتقديمهم لتسهيلات أمنية وعسكرية في الحدود” لمعارضي النظام القائم بسوريا.

ولفت إلى أن إسرائيل تعتبر حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وحزب الله “تهديدا لهم”، لافتا إلى وجود تطابق بين الأدبيات الإسرائيلية وبين بعض أدبيات المثقفين العرب خصوصا السعوديين منهم والخليجيين، خصوصا عند تقديمهم لإيران كعدو و”تجاهل العدو الحقيقي وهو إسرائيل” على حد قوله.

وأوضح نصر الله إلى أن إسرائيل تلتقي مع السعودية وتركيا في ضرورة إسقاط النظام السوري لذلك “هم يعطلون المفاوضات ويعيقون الحلول” وتابع هدفهم “عدم بقاء الرئيس الأسد والنظام السوري لأنهما يشكلان خطرا على إسرائيل”.

وقال إن “الإسرائيليين ومعهم حكومات عربية، يدفعون بقوة باتجاه الحديث عن الصراع السني الشيعي، والتصوير أن كل ما يجري في المنطقة هو صراع سني شيعي، وصراع سياسي كما في اليمن والبحرين وسوريا والعراق ولبنان” مضيفا أن”العنوان الطائفي يخدم مصالحهم”.

وحذر من دعوة إسرائيل لتقسيم سوريا على أساس عرقي وطائفي، واعتبرها “وقاحة”، مشيرا إلى أنها (إسرائيل) “فشلت في أن توصل سوريا إلى مرحلة التقسيم، لأن الجيش السوري والقوى الشعبية عندما يقاتلون في اللاذقية وحماة وحلب وحمص يؤكدون رفض التقسيم، وما يقال إن القتال هو لإيجاد دويلة هو كذب وافتراء”.

وشدد أمين عام حزب الله اللبناني، في كلمته، إلى أن تركيا والسعودية فشلتا فشلا ذريعا، فالأولى فشلت في تحقيقها لما أسماه “مشروع الإمبراطورية العثمانية الحديثة” التي كانت ستمتد إلى لبنان والعراق والأردن وشمال مصر، في حين أن المشروع السعودي في سوريا سقط، وقال “نحن لا نتحدث عن هزيمة كاملة بل فشل”.

ونوه بعمليات جيش النظام السوري والمقاومة في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة السورية، واعتبرها “انتصارات كبيرة، وتطورات ميدانية هائلة وضخمة”، لافتا إلى أن هزائم ما وصفهم بـ”الجماعات الإرهابية” دفعت كل من السعودية وتركيا إلى تدخل بري “لمحاربة داعش ضمن ائتلاف دولي بقيادة أميركا”.
وكشف إلى أن السعودية وتركيا جاهزتان لأن يأخذا المنطقة إلى “حرب إقليمية وحرب عالمية، وليسا جاهزان لأن يقبلا بتسوية حقيقية في سوريا”.

وقال إنه رغم “النزيف القوي على مستوى القيادة والجيش والقوى الشعبية والحلفاء فإن الإرادة انتصرت”، مشددا على أنه “لن يتم السماح لا لتنظيم الدولة ولا للنصرة ولا للقاعدة ولا لأمريكا بالسيطرة على سوريا، ولا لإسرائيل أن تحقق أحلامها وأهدافها”.

وأكد على أن سوريا ستبقى “عمود خيمة المقاومة في سوريا” لافتا إلى أن “المقاومة تملك الإمكانات التسليحية اللازمة لهزيمة إسرائيل في أي حرب آتية”.

ــــــ

عربي 21