وجهة نظر

هل بدأت الحملة الانتخابية عند صلاح الدين مزوار ؟

لم يكن رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران يتصور أنه سيكون ضحية الاجتماع الذي عقده المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار بالصخيرات يوم السبت 13 من فبراير 2016 ،صحيح ان مسلسل التلاسن بين الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرارليس جديدا على الساحة السياسية المغربية ، لكن الأمر الذي يدعو للغرابة هو أن يوجه صلاح الدين مزوار اتهامات حادة إلى رئيسه في الحكومة ،بعد أن سبق للرجلين أن التقيا قبل 48 ساعة فقط من انعقاد دورة المجلس الوطني لحزب الحمامة، حيث اتفقا على إحداث صندوق خاص لتمويل «كوب22» التي ستقام بمراكش خلال شهر نونبرالمقبل .

صلاح الدين مزوار وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع المجلس الوطني لحزب الحمامة لم يترك للأصالة والمعاصرة ولا للاتحادالاشتراكي ولا للاستقلالما يقذفون به ابن كيران ، فالرجل إستعار سلاح “التحكم” من صاحبه ليشهره في وجهه ، وذلك في معرض حديثه عن محطة الانتخابات الجماعية لشتنبر 2015، والتي لم يجسد فيها حزب التجمع الوطني للأحرار التحالف الحكومي مع العدالة والتنمية في العديد من جماعات وجهات المملكة مفضلين _أي التجمعيين_ التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة ، وهو الأمر الذي دفع قياديين من حزب العدالة والتنمية إلى التنديد بما أسموه التحكم والخيانة ، ليرد صلاح الدين مزوار و بشكل مباشر خلال خرجته الأخير على حزب المصباح بقوله “أن هناك أساليب عكست نزوعا نحو الهيمنة وإرادة التحكم في قرارنا الحزبي”.

الرجل لم يكتفي بهذا فقط، بل وجه كذلك انتقادات لاذعة للحكومة التي يتقلد فيها منصب رئاسة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون حيث أكد أنها “لم تستثمر أحسن استثمار الظرفية المناخية المناسبة قبل هذه السنة وظرفية الأسواق الدولية التي نزلت فيه أسعار المحروقات إلى مستويات غير مسبوقة ولا السنة الفلاحية الاستثنائية للعام الماضي بالإضافة إلى هبات الدول المتقدمة ” ليعتبر “الاحتجاجات التي يشهدها الشارع مشروعة ، حيث المغاربة من حقهم أن يعبروا عن غضبهم حين لا يصادف عمل الحكومة طموحاتهم وانتظاراتهم ومن واجبنا كسياسيين ومسؤولين الإنصات إليهم واخذ كل التعبيرات الاحتجاجية بعين الاعتبار”.

على أين قد تبرر التصريحات النارية لرئيس حزب التجمع الوطني الأحرار بالتوجه نحو تصريف الأزمة الداخلية للحزب، خاصة بعد المطالب المنادية بفك الارتباط مع حزب الجرار ،أو بالتعبير عن قناعة الحزب في التحالف مع أحزاب أخرى أو باستقلال القرار الحزبي للحمامة أو برفض مفاهيم لا طالما ندد بها العدالة والتنمية والحديث هنا بلا شك عن ” التحكم”و “الخيانة ” كما قد تبرر تلك التصريحات برغبة مزوار في تقديم مواصفات رئيس الحكومة المقبلة ! لكننا قد نحسم في الامور بشكل كبير إذا نحن خرجنا باستنتاج مفاده أن الحملة الانتخابية للاقتراع 7 من أكتوبر 2016 قد بدأت عند صلاح الدين مزوار يوم 13 من فبراير 2016 .