وجهة نظر

المغرب منتصر.. سواء فاز على الأرجنتين أم لم يفز

قد يخسر المنتخب المغربي مباراةً أمام الأرجنتين، لكنه لا يخسر المعنى الحقيقي للانتصار. فالمغرب، في الحقيقة، قد انتصر منذ مدة طويلة، ليس فقط في النتائج، بل في المسار، وفي الروح، وفي الصورة المشرقة التي رسمها عن نفسه أمام العالم.

لقد تحوّل المنتخب المغربي إلى رمزٍ للثقة والإصرار والانضباط، وإلى نموذجٍ يُحتذى به في إفريقيا وآسيا. فمن كأس العالم للكبار بقطر إلى كأس العالم للأشبال في الشيلي، ومن فوزٍ إلى آخر، أثبت “أسود الأطلس” أنهم لا يمثلون مجرد فريق كرة قدم، بل يمثلون أمةً بأكملها آمنت بقدرتها على الوصول إلى القمة.

الانتصار الحقيقي لا يُقاس فقط بتسجيل الأهداف، بل بصناعة الأمل، وبغرس الفخر الوطني، وبزرع الثقة في نفوس الشباب. وهذا ما جسده منتخب الكبار تحت قيادة وليد الركراكي، وأكّده منتخب الأشبال تحت قيادة محمد وهبي، الذي غيّر مفهوم “المدرب” ليصبح “قائد مشروع وطني” يجمع بين الروح الرياضية والروح الوطنية.

لقد انتصر المغرب حين أصبح لاعبوه قدوةً في الانضباط والسلوك والتواضع.
وانتصر حين احترم العالم أداءه واحترافه وذكاءه التكتيكي.
وانتصر حين غدت كل مباراة له مناسبةً لترديد النشيد الوطني بدموع الفخر وقلوبٍ نابضة بحب الوطن.

فحتى إن خسر مباراة اليوم أمام الأرجنتين، فإن الخسارة لا تمحو الطريق الطويل من العمل الجاد، ولا تمسّ الصورة المشرقة لمنتخبٍ رفع اسم المغرب عالياً بين الكبار. فالهزيمة العابرة لا تغيّر حقيقة الانتصار الدائم في الوعي، وفي التنظيم، وفي الطموح، وفي المكانة التي بلغها المغرب كقوةٍ كرويةٍ صاعدة.

إننا اليوم أمام جيلٍ من اللاعبين يصنع التاريخ، لا بالنتائج فحسب، بل بالقيم التي يجسدها: الانتماء، الالتزام، الإيمان بالعمل، واللعب من أجل العلم والوطن. وهذه هي أسمى صور النصر.

لذلك، سواء فاز المغرب على الأرجنتين أم لم يفز، فقد انتصر بالفعل، لأنه ربح أهم معركة: معركة بناء الثقة في النفس، وصناعة مجدٍ يستمر بعد صافرة النهاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *