مغاربة العالم

حكاية مغاربة عالقين في شواطئ اليونان

أنجز الصحافي الهولندي، “كوني كيسن” لفائدة الإذاعة الهولندية، روبورتاجا عن حالات مغاربة لا زالوا عالقين في اليونان بعدما أوصدت أمامهم كل أبواب الهجرة إلى الحلم الأوروبي عبر هذا البلد، يقف عند مآسي هؤلاء، وعن تدخل منظمة الهجرة الدولية لإنقاذهم من التشرد والعمل على عودتهم إلى بلادهم.

على مقعد بالقرب من مدخل مقر المنظمة الدولية للهجرة في العاصمة اليونانية أثينا، جلس ثلاثة شبان مغاربة، يمسك أحدهم بأوراقه في يده: “سأطير عائدا إلى المغرب في 17 فبراير”، يصرح مسعودي، قبل أن يضيف وشعور بالفرحة يغمره، إنها “العودة إلى زوجتي وابني والعائلة”.

بالنسبة لسعيد الجالس بجانبه، لا يظهر عليه نفس إحساس مواطنه، وعلى العكس تماما، بدا عليه نوع ما من اليأس، وحالة إحباط أكيدة: “لا توجد فرصة، هنا في اليونان، نحن نحاول عبور الحدود اليونانية-المقدونية، إلا أننا لم ننجح، اعتقلنا، وحوصرنا وليس لدينا المال الآن”.

في ملعب لرياضة الهوكي، بالقرب من مطار أثينا القديم، يقيم الشباب الثلاثة، ما بين 18 و23 عاما، فضاء وفر لهم كمأوى، يجلسون جنبا إلى جنب مع بضع مئات من المغاربة، فيما معظمهم، يود العودة إلى الوطن.

262 مغربيا عادوا طواعية

“في منتصف دجنبر الماضي، أطلق برنامج استعجالي، ممول بالكامل من قبل المفوضية الأوروبية”، تصرح دانيال عزرا، مديرة المنظمة الدولية للهجرة في أثينا، قبل أن تضيف بأن “نحو 70 في المائة من الطلبات، تأتي من المهاجرين المغاربة، بالإضافة إلى أشخاص قادمين من إيران وبلدان شمال إفريقيا”.

خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من هذه السنة، وفقا للأرقام الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة، فقد استفاد 262 من المغاربة من برنامج العودة الطوعية.

ويتم تحديد برامج العودة، وفق تصنيف الدول التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي، منذ نونبر الماضي، بين تلك المصنفة الأقل أمنا وأخرى آمنة. أما بالنسبة للاجئين المغاربة المتواجدين في اليونان، فإنه تم تصنيفهم ضمن مواطني المجموعة التي تنتمي إلى الدول الآمنة، فيما سيسمح فقط للاجئين السوريين والعراقيين والأفغان لقطع الحدود اليونانية-المقدونية.

“لقد حاولت ذلك ثلاث مرات”، يصرح مسعودي، بكثير من الأسى، “أربع مرات، خمس مرات”، بدا متعبا، يائسا أحيانا، لأن قصة رحلته من المغرب إلى اليونان، كحركتها رغبة البحث عن أمل العثور على عمل في أوروبا، مثل غيره من الشباب المغاربة.

1000 من العائدين

تقدر دانيال عزرا، أنه بحلول نهاية هذا الشهر، قد يعود حوالي 1000 شخص، تضيف: “يعمل موظفونا على الذهاب إلى مركز الاعتقال في “كورنثوس”، على بعد ساعة واحدة فقط، من أثينا، لأجل شرح برنامج العودة، كما نفعل نفس الأمر في مراكز الاستقبال في أثينا، ونحن في طريقنا للقيام بنفس العمل على مستوى كل النقاط الساخنة عندما تكون مستعدة لذلك”.

منذ سنوات، والمنظمة الدولية للهجرة تقوم بالتكفل بإجراء برنامج العودة، إلا أنه خلال الصيف الماضي، اضطرت لتوقيف جميع عملياتها، بسبب الاضطراب السياسي والمالي الذي شهدته اليونان. في ظل أزمة مالية خانقة عانتها الحكومة اليونانية، وتأخر المساعدات التي تتلقاها من أوربا، إلا أنه “لحسن الحظ كان هناك صندوق للطوارئ متاح للبدء من جديد، على الأقل، لهذه المجموعة خاصة” تؤكد عزرا.

“لا يوجد عمل في المغرب، ولكن هذا لا”، بهذا الاختزال صرح مسعودي، المتواجد في اليونان منذ أكثر من شهرين. بدا أن حلمه الأوروبي قد انتهى. وأنه لا يعرف بعد، كيف يتدبر المال لأجل رحلة عودته.

تؤكد عزرا الأمر “نعم،” قبل أن توضح “عندما تحصل على تذكرة سفر على متن الطائرة، ويحصلون على مبلغ 400 أورو، قد يمكنهم الالتحاق ببلدهم، ومن أجل منحهم القليل من الأمل والكرامة …”