وجهة نظر

توقعات الانتخابات القادمة

 

لن يجادل أحد في أن حزب العدالة و التنمية، سيتصدر الانتخابات التشريعية المقبلة. بل، ستزداد عدد مقاعده التي قد تقترب من أو تتجاوز 150 مقعدا.

حزب الاستقلال سيتململ ميزانه قليلا، لكنه سيصمد في الرتبة الثانية. ويمكنه أن يضيف 10 مقاعد على الأقل، إذا ما تم تغيير الأمين العام قبل الانتخابات.

 سيتجمع الأحرار و ينحنون لأخيهم في الحرفة: الأصالة والمعاصرة، ويسلمونه الرتبة الثالثة وهم صاغرون.

الاتحاد الاشتراكي، سيكون أقصى طموحاته أن يحافظ على ما قد قدمت له القوات الشعبية. أما إن بقي الحزب مصمِّما على إبعاد رفاق الزايدي، فإن الوردة ستذبل، وستتجه أنظار الجميع إلى الوردة البديلة التي ستنمو من التربة نفسها، ولكن بماء جديد ومعادن أثقل.

 السنبلة الشعبية ستفقد رجولتها في عقر دارها الأطلسية. ستنزف دماء كثيرة، و ستختفي 10 سنابل من حقلها، لن تجد لها أثرا بعد أن حصدها جرار لا يبقي و لا يذر.

 حزب التقدم و الاشتراكية، سيستفيد من علم الكتاب، ليقفز فوق الحصان الدستوري و يقف أمامه مباشرة، وعلى حين غفلة منه. و يتركه في أسفل سبورة الترتيب، يتعارك مع فيدرالية اليسار، التي ستظهر فجأة من الفراغ حاملة سيفا بيمينها ورسالة على يسارها. 

 الحكومة المقبلة، كما يتصورها بنكيران ويتمناها، هي على شكل ميزان على كفته اليمنى كتاب وعلى اليسرى وردة، وفي أعلاه مصباح يضبط توازن الإبرة. ذلك كان مسعاه من ذي قبل، والآن هو يمد يده إلى الكتلة مجددا، بعد أن طرد الاستقلال من فاس والاتحاد من أكادير.

 حزب الكتاب سيدخل الحكومة المقبلة أقوى من أي وقت مضى وسيضيف حقائب أهم إلى رصيده الوزاري. أما الإستقلال والاتحاد لن يدخلا الحكومة إلى بعد إجراء مفاوضات عسيرة أشبه بالعلاج الكيماوي، خاصة للاتحاد. بنكيران لا يمكن أن يطوي الماضي مرة واحدة، لا يمكن أن يتجاوز ما فعله إستقلال شباط لأربع سنين مضت.  خاصة سنة 2013 سنة الفراغ والتيه الحكومي. أما الاتحاد فمثله كمثل سيارة عتيقة لم تعمد تعمل منذ سنين، فهي تحتاج إصلاحا و “فيدونج” لتعمل من جديد. فالمغرب يحتاج الاتحاد الاشتراكي في هذه المرحلة بشدة.

 في حين ستشكل الانتخابات المقبلة، الجنازة الرسمية للأحزاب الإدارية. سيخبو بريقها في ساحة الوغى. فصناعة القرار لا تحتاج الكفاءة التقنية، فالجامعات تخرجها كل سنة. ولكن تحتاج الديمقراطية واستقلالية القرار والانبثاق من الشعب.