وجهة نظر

زوجة مع وقف التنفيذ

استسلمت للنوم بعد أن أعطى جفناها الكلمة الأخيرة،حاولت أن تنتظره رغم غيابه المزمن في كل مرة تحاول إقناع نفسها أنه اليوم سيأتي قبل سابقيه،فهي مشتاقة لمجالسته.

ذلك الزوج الذي سرقه العمل و الطموح و الانشغال والاجتماعات،حتى أصبحت تحس إنها الزوجة الخامسة، وهل لها شرعية أصلا بعد هجران يفوق عدة أشهر.استفاقت في الصباح لتجده ارتدى حذائه اتجه نحو باب الفيلا التي لافتقر إلى شيء إلا لدفء الرحمة والوصل، حمل مفاتيح السيارة ، ناداها، أنا ذاهب دون أن يكلف نفسه عناء النظر إليها، اتجهت إلى المطبخ بالحرقة نفسها التي انتابتها ليلا بعد انتظار بطعم اليأس،حضرت فنجان قهوتها المعتادة، تم تسمرت بجسدها دون غيره أمام التلفاز،مستسلمة لحاضرها المسدود،فقد منعها من إتمام دراستها في سلك الدكتوراه ومنع عليها العمل،حرم عليها كل مفيد لها واستحل لها الطبخ وأمور البيت لا غي، تتذكر عندما قال لها ذات مرة، أريدك لي وحدي ،أريدك ملكة في بيتي، لم تنتبه انه قال بيتي ولم يقل قلبي، كانت تظنه سيلفها حنان و اهتماما،و إذا به يغرقها إهمالا و جفاء، كانت أذكى من أن تجعل الشك يتمكن منها ، هي أنصح من ذلك ، هي تعلم أنه لا يخونها ،لسبب بسيط أن لا وقت لديه فطموحه غطى على كل شيء آخر، هي تعلم أنها ليست إلا حق مكتسب،لا يستدعي حملة انتخابية لاستمالته،هي بالبيت دائما دون اهتمامات أو مشاغل أو طوح أو هكذا أرادها أن تكون ، هي امرأة جميلة متوفرة متاحة عندما يأذن له برنامجه ، حاولت أن تنتزع منه وقتا و كلاما ،أو حتى رسالة نصية ، كانت تجيبها الرسائل الاتوماتيكية،”أنا في اجتماع الآن سأجيبك لاحقا “تم يستدرك برسالة أخرى مرات عديدة ” لقد وضعت بعض المال بالدرج أذهبي و انفقي كما يحلو لك، لازلت في اجتماع “.هكذا بكل بخل في الكلمات، حتى أنه لايحلي رسالته ولو بكلمة حب واحدة ،فعقليته الذكورية تمنع عنه الإفصاح لأنثى حتى لو كانت زوجته ،بل الأكثر من ذلك عندما تسأله إن كان لازال يحتفظ بشرارة مشاعر تجاهها يجيب ببرودة مستفزة “دعك من التصابي أنت زوجتي “.

تحدثت إلى أختها،فكل صديقاتها ما عدن يطقن حالة الحجر و التحجر التي آلت إليها من كانت تعرف يوما بمرحها و إقبالها على الحياة .قلت تحدثت إلى أختها ووصلت معها إلى ضرورة إكمال دراستها و العودة إلى عالم طلقته منذ سنين باسم الحب و الزواج و التضحية ،فإمكانية إكمال المشوار بهذه الطريقة أصبح محالا،بادرت إجراءات التسجيل بالجامعة ،حاولت إخبار مايعرف بزوجها عن قرارها و في كل مرة كان يجيبها “أنا في اجتماع.”أرسلت له عدة رسائل لكنه لم يقرأها فالمرحلة مرحلة انتخابات ،انتظرت عدة أيام تم بدأت تتردد على الجامعة ،لم يعلم بالقصة إلا بعد مرور شهور ثلاثة ،انفجر في وجهها ، أي حمق ذاك الذي خرب عقلها،حتى تتصرف دون الرجوع إليه،حاولت أن توقف ثورته وتعرض على أنظاره “القاصرة ” أن الرسائل النصية اجتاحت لفترة هاتفه الغبي، ولكنه و للمرة الألف يخرج من البيت دون أن ينظر إليها ثم غاب ليوم آخر وفجر آخر و فطور آخر وليال اخرى…. .

فكرت مليا ،جمعت حقيبتها ،كتبت جملة واحدة لا أكثر ثم ألصقتها على الثلاجة “لن أكون زوجة مع وقف التنفيذ بعد الآن”.
أمل الهواري