وجهة نظر

ما هو الحل الأنسب للقضية الفلسطينية !

إنه لمن المخزي أن يتم توريث المأساة الفلسطينية من جيل إلى جيل. فمن الانتفاضة الأولى إلى الثانية و الآن يتم الحديث عن الثالثة. فإذا كان الجيل الأول قد ذاق الحروب و الويلات، فلِم يتم إجبار الأجيال اللاحقة على عيش المأساة ؟!

إنه لم الغباء عدم الاعتراف بدولة متقدمة كإسرائيل، أو حتى التفكير في إمكانية وجود دولتين إسرائيل و فلسطين تعيشان جنبا إلى جنب، في أمن و سلام. فهذان حلان بعيدان عن الحقيقة بسنوات ضوئية.

إن الحل الأنسب للقضية الفلسطينية هو “الدولة الواحدة”. و الذي قال بهذا الأمر هو “منصف المرزوقي “، الرئيس التونسي السابق، بعد مشاركته في “أسطول الحرية”. فقد رأى كيف تم احترام مكانته السيادية، أثناء إيقاف الأسطول في عرض البحر، و كيف تمت المناداة عليه وحيدا أن يظهر بصفة “الرئيس” على ظهر السفينة، و تمت معاملته بإحترام أثناء التحقيق معه، و قالوا له “كيف تحارب الإرهاب في بلدك، و تشجعه هنا”.

إسرائيل دولة تحترم الديمقراطية، فقد أعطت للعرب المتواجدين في أرضها، الحق في التمثيل في البرلمان، و قد حصلوا على 10% من مجموع مقاعد “الكنيسيت”(البرلمان الإسرائيلي) في الإنتخابات الأخيرة ( 13 مقعد من أصل 120).
و هي دولة نظامها برلماني، فرئيس الوزراء يختاره البرلمان، الذي يوافق أيضا على تعيين وزراء حكومته، و لا سلطة لرئيس الدولة في ذلك، على عكس الدول العربية، باستثناء تونس.

في “الكنيسيت” توجد بعض اللجان البرلمانية التي من المستحيل أن تكون في برلمان عربي، كلجنة “العلوم و التكنولوجيا”، و هي لجنة خاصة بالبحث العلمي. و كذلك لجنة “النهوض بالمرأة و تحقيق المساواة”، و بعض الدول العربية مازالت تناقش هل للمرأة حق التصويت أم لا !

و البنك الدولي يصنف إسرائيل ضمن “البلدان عالية الدخل”، ذات “ناتج داخلي خام” يفوق 300 مليار دولار، الذي إن قسمناه على عدد سكانها “الثمانية ملايين”، فسنحصل على 35 ألف دولار لكل نسمة، و هي بهذا تفوق إسبانيا ( 30 ألف دولار لكل فرد).

و في سلم “التنمية البشرية” العالمي، تحتل إسرائيل الرتبة 19، حسب تقرير الأمم المتحدة لسنة 2014. و هي أحسن من الدولة الإسكندنافية “فنلندا” ذات الرتبة 24. و أحسن من الدولة النفطية “قطر” ذات الرتبة 31.

وحسب التقرير نفسه، فثلثي الإسرائيليين راضون عن التعليم ببلادهم، و 70 % راضون عن الرعاية الصحية، و 68% راضون عن مستوى المعيشة. و عن مستوى “الرضا العام بالحياة”، يحس الإسرائيليون بالمستوى السابع ( المستوى الأعلى هو 10)، علما أن أغلبية الدول المتقدمة تتراوح بين المستوى 6 و 7.
و هذا ما تؤشر عليه أيضا معدلات الإنتحار بهذا البلد، فمن كل 000 100 ذكر ينتحر سبعة منهم، و في “السويد” 19!

و يعتبر التعليم من أكبر نجاحات إسرائيل، ف86% من أهلها لديهم مستوى الثانوي على الأقل، و 62% إلتحقوا بالتعليم العالي. و تنفق 6% من ناتجها الداخلي الخام على التعليم. و هي النسبة التي تنفقها أغلب الدول المتقدمة، إلا أنها تتجاوزهم جميعا في النسبة التي تنفقها على “البحث و التطوير”، و هي 4.4% من الناتج الداخلي الخام، و التي لا تصل إليها حتى أمريكا بأبحاثها الفضائية و العسكرية.

و إذا قارنا عدد الأطباء في إسرائيل مع عدد السكان، فسنجد تقريبا 31 طبيبا مقابل كل 000 10 نسمة، و هو معدل يفوق ما تسجله أمريكا (24 طبيب لنفس العدد من السكان). و هذا يدل على الاهتمام الكبير التي توليه الدولة لصحة مواطنيها. فمن أصل كل 000 100 ولادة حية بإسرائيل،تموت سبع أمهات. و هو نفس العدد الذي يتوفى في “النرويج”، الدولة الأولى في سلم التنمية البشرية.
و من أصل كل ألف رضيع يولد حيا بإسرائيل، يموت ثلاثة منهم. و هو رقم منخفض جدا، إذ في أغلب الدول المتقدمة يموت إثنين أو ثلاثة رضع، و لا يموت أقل من هذا في أي بلد أخر.

إن الحل الأنسب للقضية الفلسطينية، هو أن يتم ضم الضفة الغربية و قطاع غزة إلى إسرائيل. فبدل أن يتعلم الطفل الفلسطيني كيف يضرب بالحجارة و كيف يصوب البنادق، عليه أن يكتسب المعرفة، و يتعلم العلوم. و بدل أن يحس دائماً بالخوف و الحرب، عليه أن يحس بالأمن و السلام. و بدل أن يتربى على كره الطفل الإسرائيلي، عليه أن يتعلم كيف يتعايش معه، كطفل عاد.

و إن القرآن ليدعو جميع شعوب العالم إلى أن تتعارف فيما بينها، و لكنها تتبع دائماً طريق الحروب و التفرقة.
” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا “
فمتى سنستمع إلى النداء القرآني ؟!
فهل في آذاننا “وقر”، أم “على قلوب أقفالها” ؟