مغاربة العالم

جاد المالح فنان ساخر يسكنه ارتباط وثيق بمغربيته

مرة أخرى، أكد الممثل المغربي جاد المالح افتخاره بجذوره المغربية، في إطار جولته الفنية التي تقوده حاليا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن حل الفنان الساخر ضيفا على برنامج تلفزي لإحدى القنوات الأمريكية.

خلال هذا اللقاء، عاد المالح لتأكيد اعتزازه بأصوله المغربية، “أتيت من إفريقيا الشمالية، وبالضبط من المغرب. الأمريكيون لا يعرفون بلادي حقيقة، بل إنهم لا يعرفون جيدا أين يقع”، بهذه العبارة، واجه المالح منشط البرنامج، قبل أن يضيف ساخرا: “عندما أقول “Morocco”، فإنهم لا يسمعون سوى “Monaco”.

في شهر نونبر الأخير، خلال الاحتفالات بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، لم يجد جاد المالح إلا أن يؤثث صورة بروفايله على موقع التواصل الاجتماعي إلا بصورة العلم المغربي، حينها حصلت على 112000 معجب ومعجبة. وتعليقات كثيرة للمغاربة.

اختار جاد المالح، الذي كبر في الدار البيضاء، الفن الساخر طريقا لا محيد عنه للتعبير عن القضايا التي تطرحها عروضه الفنية.

سنة 1971، سيرى النور في الدار البيضاء، نشأ في أسرة يهودية مغربية، يتحدث العربية (اللهجة المغربية) بطلاقة، بالإضافة إلى إتقانه للغتين الفرنسية والعبرية، وكذلك، مستوى جيد في اللغة الإنجليزية.

كانت مدينة الدار البيضاء، الفضاء الذي رسمت فيه حكاية طفولة وفترة شباب جاد المالح، من بيئة متوسطة بأحد أحياء الدار البيضاء، التلميذ المشاغب أيام الدراسة، وهروبه من مدرسة البعثة الفرنسية خلال فترة المراهقة، مثل هي عادة المراهقين، ليرافق المشاغبين مثله لكن في الأحياء الشعبية، يشاركهم مغامراتهم، وانطلاقهم، وأيضا عزفهم على آلة القيثارة، في حين كان أساتذته يتنبؤون له بالفشل، إلا أن صعود نجمه عاليا، وعالميا، بدا أنه خيب كل تلك الظنون والتوقعات، بعدما بات يعد من كبار الكوميديين في فرنسا، وخارجها.

وتستمر حكاية الشاب جاد المالح، برحلته إلى كندا من أجل الدراسة، في سن 17، قبل أن ينتقل إلى باريس في العام 1992، من أجل إكمال مساره الدراسي.

إلا أنه في العام 1995، ستبدأ رحلة أخرى لجاد المالح، مع عالم آخر، بدا أنه يستهويه كثيرا، عالم التمثيل الساخر، بعدما قام بأداء أول عروضه الفكاهية على خشبات المسارح الفرنسية، قبل أن تشكل محطته النجومية مع عرضه الفني الكوميدي “الحياة العادية”، والذي جال به دول عديدة من بينها المغرب وكندا بالإضافة إلى فرنسا. ثم تبدأ سلسلة عروضه الفنية في “الاسترسال”، بعرض “الآخر هو أنا” الذي لاقى نجاحا باهرا في فرنسا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، وهو النجاح الذي وضعه على قمة عرش الفكاهة الفرنسية، بعد أن تم اختياره في يناير 2007 كأكثر الشخصيات الفرنسية مرحا، وقبلها، في العام 2006 اختاره الفرنسيون الفنان الكوميدى الفرنسي الأول.

يوصف بأنه فنان بارع في إضحاك الحضور من دون صخب، وأنيق في اختيار مفرداته، وسريع البديهة من غير تكلف. إلى جانب العروض المسرحية، نشط جاد المالح في تأدية مجموعة من الأفلام إلى جانب كبار الفنانين الفرنسيين، كما أنه وشح خلال نفس السنة بوسام فارس للفنون والأدب من طرف وزير الثقافة الفرنسي، كما حصل على دكتوراه شرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية من جامعة الأخوين مدينة إفران.

قبل أن يكون يهوديا أو حتى فرنسيا، افتخار بمغربيته جاد الملح حاضر بقوة في كل حفلاته، وفي تلك الحفلات الكوميدية التي يقدمها جاد، يتحدث عن مساره كإنسان مغربي انتقل في سن 17 إلى كندا لدراسة العلوم السياسية، قبل أن يختار فرنسا لدراسة المسرح، حيث لمع نجمه الفني.