مجتمع

كواليس مثيرة عن مؤتمر البام.. فوضى وخمس لغات وإهانة للصحافة

شهد مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة الذي تم افتتاح أشغاله مساء اليوم بمدينة بوزنيقة، تحت شعار “مغرب الجهات.. انخراط واع ومسؤول”، عددا من الكواليس بين طرائف وأخطاء بروتوكولية سواء في قاعة الجلسة أو في فضاءاته الخارجية.

إهانة للصحافيين ووصفهم بـ”البقر”

عمدت اللجنة المنظمة على منع عدد من الصحافيين من حضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بدعوى عدم التسجيل القبلي، وعاينت “العمق المغربي” إقدام المشرفين على استقبال الصحافة. التعامل مع رجال ونساء الإعلام بطريقة فضة، وصلت حد الإهانة بقول أحد المسؤولين للصحافيين “إن البقر تشابه علينا”.

وحاول الصحافيون والمصورون الممنوعون من دخول القاعة التواصل مع عدد من المسؤولين بالحزب، بداية من المكلف بالعلاقة مع الصحافة في المؤتمر الذي رفض حتى السماع للمحتجين، وصولا إلى رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشيخ بيد الله، الذي أبدى استغرابه للموضوع واتصل فورا بمسؤولة الإعلام بحزب التراكتور دون نتيجة تذكر.

وبعد أن تمكن الصحافيون الممنوعون من دخول القاعة بعد سلسلة إهانات، تفاجأ أحد المصورين برجال الأمن الخاص يجبرونه على المغادرة بعد بداية كلمة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، بدعوى أنه لا يتوفر على الاعتماد لتغطية الجلسة.

وعبر عدد من الصحافيين عن تفاجئهم من إقدام اللجنة المنظمة للمؤتمر على التسجيل القبلي للصحافيين المعتمدين، وفتح هذا التسجيل لمدة قصيرة مع إخبار منابر بعينها دون غيرها، ورفض السماح لغير المسجلين بدخول قاعة الجلسة الافتتاحية.

شباط أول المرحب بهم والداودي أكبر من النسيان

عمدت مسيرة الجلسة الافتتاحية الناطقة باللغة العربية إلى جعل الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط أول المرحب بهم من الضيوف، رغم التحول الملموس في مواقف حزب الميزان وأمينه العام وسعيه للتقرب أكثر إلى الغريم السياسي للبام حزب العدالة والتنمية وأمينه العام عبد الإله ابن كيران، رغم التصريحات النارية والتهديدات الكبيرة من شباط لإلياس العماري القيادي في حزب الجرار.

من جهة أخرى، نسيت مسيرة الجلسة الترحيب بممثل حزب العدالة والتنمية في المؤتمر لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، قبل أن يذكرها أحد أعضاء المكتب السياسي الجالسين بالمنصة خلفها.

وعادت المسيرة للتأكيد على الترحيب بالداودي بعد أخذها الكلمة للمرة الثانية بعد نهاية كلمة الشيخ بيد الله، وقالت “الداودي أكبر من أن ينسى”، وسط تصفيقات حارة من القاعة.

وكان ثاني المرحب بهم بعد حميد شباط، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر ثم الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري محمد ساجد، فيما كان امحمد العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية رابع المرحب بهم.

تسيير بخمس اللغات

تناوب على تسيير الجلسة نفسها خمسة مسيرين ناطقين بخمس لغات، وكانت اللغة العربية أول لغة يلقى بها مضمون الكلام من تقديم أو ترحيب، ليتم ترجمته على التوالي إلى الأمازيغية، ثم الفرنسية، متبوعة بالإسبانية، ثم الإنجليزية.
ولقيت المبادرة استحسانا من الحاضرين الذين كان أغلبهم مؤتمرين، إلى جانب بعض الضيوف ورجال الإعلام.

وزير تونسي يحيي العدالة والتنمية بالخطأ

بمجرد بدئه الحديث، زل لسان خالد شوكات المتحدث الرسمي باسم الحكومة التونسية والذي حل ضيفا على المؤتمر، وبدل أن يحيي الحزب المنظم للمؤتمر، حيى أقوى خصومه السياسيين حزب العدالة والتنمية الذي يرأس الحكومة، قبل أن ينتبه ويصحح، ثم أردف قائلا مازحا “هذه كبيرة.. لكن نحن في تونس أهل توافق”، وسط ضحك القاعة.

وارتبك الوزير التونسي قليلا بعد أن أعلن تحيته وتقديره للمغرب ملكا، ثم تلعثم قليلا، وأضاف ونظاما وشعبا، متفاديا هذه المرة ذكر الحكومة التي يعارضها حزب الأصالة والمعاصرة الذي استضافه في مؤتمره.

وقال الوزير التونسي يحكي عن قصته مع المغرب، “جئت المغرب سنة 1999 خائفا فأمنني، وطالبا للعلم فتخرجت من إحدى جامعاته، وعاطلا فوفر لي أفضل مهنة، «والقلم وما يسطرون»، وجئته عازبا فزوجني، وابني اليوم تونسي مغربي وعربي أمازيغي”.

مؤتمرون بدون اعتماد

ارتباك واضح بدى على اللجنة المنظمة للمؤتمر الوطني الثالث لحزب الجرار، بعدما لم يجد عدد من المؤتمرين المنتخبين في جهاتهم أسماءهم في لوائح المؤتمر، مما حرمهم من حضور الجلسة الافتتاحية منذ بدايتها.

وعاينت “العمق المغربي” بعض أعضاء اللجنة التنظيمية يعدون بعض الأفراد، أنهم سيأتون لهم بـ”البادج” غير أن الانتظار طال بالبعض حتى ثار غضبه، فيما يرى آخرون أنها محاولة متعمدة لإقصائهم من المؤتمر ومن المشاركة في أشغاله لكي لا يكون له تأثير على نتيجة التصويت.