خارج الحدود

جنرال جزائري: الرئيس الجزائري بوضياف كان مع مغربية الصحراء

قال أحد أقوى جنرالات الجزائر، بأن الرئيس الجزائري المغتال محمد بوضياف كان موقفه مع مغربية الصحراء، وذلك ضمن سلسلة حوارات تجريها معه جريدة الشروق الجزائرية بمناسبة مرور 24 عاما على الانقلاب على الشرعية الديمقراطية في الجزائر إثر فوز جبهة الانقاذ الجزائرية في الانتخابات التشريعية في العام 1991.

ويتعلق باعترافات لوزير الدفاع السابق الجنرال خالد نزار، الذي كان وراء استقالة الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد في العام 1992، التي أدخلت الجزائر في دوامة من العنف الدموي خلال تسعينيات القرن الماضي، فيما يعرف بالعشرية السوداء في الجزائر.

إلى ذلك، صرح الجنرال، في إطار سلسلة حوارات تجريها معه الصحيفة الجزائرية “الشروق”، بأن الرئيس محمد بوضياف “كان يعتقد – بخصوص مشكل الصحراء- أن المشكل ما كان يجب أن يكون”، مشيرا إلى تخوفات الجيش الجزائري آنذاك من علاقات بوضياف مع المغرب، وبالخصوص مع الملك الراحل الحسن الثاني.

وكان محمد بوضياف، الملقب ب”السي الطيب الوطني”، قد اختار العيش في المغرب، منفاه الاختياري، منذ بداية ستينيات القرن الماضي، بعد استحواذ الرئيس الأسبق أحمد بنبلة على الحكم ومن بعد هواري بومدين، وتصفيتهم لمعارضيهم. قبل أن يتم اغتياله في مدينة عنابة، شرق الجزائر، في العام 1992.

وهذه أبرز لحظات الحوار، في جزئه المتعلق بالمغرب، بوضياف والصحراء:

– الجنرال نزار: لما قرر الذهاب إلى المغرب، لم نكن نعلم بالزيارة والهدف منها.
– صحفي “الشروق”: لم يبلغ أحدا؟
– الجنرال نزا: لم يبلغ أحدا، ثم جاءني سي التوفيق “محمد مدين” (الرئيس السابق لدائرة الاستعلام والأمن)، وقال لي، إن الرئيس مسافر إلى المغرب، ويجب أن يسافر كرئيس، لأن هناك أزمة “الصحراء الغربية” ونحن نعلم موقفه من الصحراء.
– صحفي “الشروق”: ماذا كان موقفه من “الصحراء الغربية”؟
– الجنرال نزار: موقفه السابق، وليس بعدما عاد إلى الجزائر، كان يقول ما كان يجب أن تكون مشكلة اسمها الصحراء الغربية. هذا موقفه منذ وقت سابق. أعلموني بسفره إلى المغرب، وطلبوا مني أن يدرك أن زيارته هذه ستكون رئاسية، وطلب من سي التوفيق أن أبلغه هذا الأمر. قلت له لن أذهب، هو رئيس ويتعين عليه أن يدرك معنى ذلك، لم يكن أحد قد عارض هذه الزيارة، ولكن أكدوا على طبيعتها وأن تكون رئاسية، هذا فقط.

أنا لم أتحدث معه شخصيا في هذه القضية، ولكن سي التوفيق تحدث معه، ثم بعد ذلك فهمنا أن الزيارة عائلية، وهدفها حضور مراسيم زواج نجله، كل هذه الأمور انتهت، وبالفعل سافر والتقى ملك المغرب آنذاك الراحل “الحسن الثاني”.
– صحفي “الشروق”: ولم يسبب لكم ذلك إحراجا؟
– الجنرال نزار: لا، أبدا.
– صحفي “الشروق”: كل المجموعة كانت منسجمة في هذه القضية.
– الجنرال نزار: نعم بالتأكيد، وحتى إن كان أحد يمكن أن يعارض، فلا مكان له في هذه القضية، لأنني كنت وزيرا للدفاع وعضوا في المجلس الأعلى للدولة، لا أحد عارض وكلهم كانوا تحت الأوامر.
– صحفي “الشروق”: حتى لقاءه مع الملك المغربي “الحسن الثاني” لم يسبب لكم إحراجا؟
– الجنرال نزار: أبدا. بالطبع، كان سيلتقي الملك، لقد كان رئيسا للمجلس الأعلى للدولة، لأنه كان في زيارة للمغرب، والتقى الملك في لقاء بروتوكولي. إذن لم تكن هناك مشاكل بهذا الخصوص.