عبد الله بها: المتطرفون يحركون التاريخ والوسطيون يصنعونه

اعتبر محمد يتيم، أحد أبرز قيادات حزب العدالة والتنمية، أن أجمل ما قاله الراحل عبد الله بها هو “لا قيمة للاعتقاد من دون حرية، فحرية الاعتقاد أبرز أسس حقوق الإنسان”، مضيفا أن بها كان يعتبر التراضي هو أساس الحكم في الإسلام.
وشدد يتيم على الوسطية التي كان ينادي بها عبد الله بها باستمرار، حيث أورد مقولته “المتطرفون يحركون التاريخ والوسطيون يصنعون التاريخ “، وهو ما يدل على الوعي العميق للراحل بالتاريخ وسننه، حسب المتحدث.
وقال يتيم أن عبد الله بها امتاز بطريقة تعامله الفريدة مع المخالفين له في الأفكار والتوجهات، ضمن قواعد فكرية متعددة أسس لها “التعاون على الخير مع الغير، حسن الظن بالمسلمين، البلاغ المبين في الدعوة، الاعتدال والوسطية، اعتماد البرهان في إقناع المخالفين…”.
وأضاف النائب البرلماني في كلمته بمحاضرة “سبيل الإصلاح عند عبد الله بها” التي نظمتها حركة التوحيد والإصلاح بالرباط أمس الجمعة، أن بها “كان يمزج بين الفكر والعمل عكس الكثير من المفكرين”، معتبرا كتابه “سبيل الإصلاح” يجسد درجة “نضجه العالي في التقعيد الفكري من خلال تجربته الدعوية والسياسية”.
وعن سبب ندرة مؤلفات وكتب عبد الله بها، قال يتيم أن الراحل كان يضع شروط دقيقة لنفسه في الكتابة، “إذ لم يكن يكتب أفكاره إلا بعد نضجها وتقليبها من شتى الجوانب، فقد كان رحمه الله يديم الصمت والتأمل والتفكير العميق، وهو ما يؤكد على المنهجية المحكمة في التفكير والكتابة” حسب قوله.
واعتبر رئيس “لجنة جمع تراث بها”، أن الراحل لم يؤلف كثيرا، إلا أنه “استطاع أن يغرس قيمه ومبادئه التي آمن بها في صفوف العديد من الرجال والشباب بتمثله لها وانسجامه معه”.
يذكر أن عبد الله بها كان قد توفي بشكل مفاجئ يوم 7 دجنبر 2014، بعد تعرضه لحادثة دهس بالقطار بمدينة بوزنيقة، وهو ما خلف حالة صدمة واسعة لدى الرأي العام المغربي.