أدب وفنون

الفيلم المغربي “جوق العميين” يتوج بجائزة مهرجان قرطاج

فاز الفيلم المغربي الطويل “جوق العميين”، لمخرجه محمد مفتكر، بالجائزة الكبرى (التانيت الذهبي) لأيام قرطاج السينمائية في دورتها الـ 26 التي اختتمت مساء اليوم السبت بتونس العاصمة.

ويستعيد فيلم “جوق العميين”، الذي سبق له أن حاز على العديد من الجوائز بالمغرب وخارجه، آخرها حصوله على ثلاث جوائز بالمهرجان الدولي للفيلم ببروكسيل في دورته الأولى، فترة انعطافية من التاريخ المغربي المعاصر فيما سمي بـ”سنوات الرصاص” بعوالمها السياسية والثقافية والاجتماعية، من خلال مسار حياة “جوق شعبي” يضطر أفراده إلى التظاهر بالعمى أحيانا بهدف إحياء أعراس عامة وحفلات مخصصة للنساء تقيمها عائلات مغربية محافظة. 

ويقدم مفتكر من خلال سرديته السينمائية، التي تتخذ بعدا دراميا حزينا في بعض الأحيان قبل أن تنعطف في أحايين أخرى إلى أجواء الفكاهة الشعبية الساخرة، قصة تحكي سيرة ذاتية محكية على لسان طفل يروي مسار فرقة موسيقية شعبية لـ “العميين” تقاوم من أجل الحياة في مجتمع محافظ تحكمه سلطوية عمودية وأفقية، يتلمس طريقه نحو التشكل والبحث عن الذات واختيار الأفق وتحديد المصير.

وكان مفتكر قد أعرب في تصريح صحفي لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركته في فعاليات أيام قرطاج السينمائية، أن هذا العمل، النابع في جوانب كثيرة من حياته الشخصية وذكرياته الطفولية وعلاقته مع محيطه، وخاصة مع الأب، يراهن “في مشهدية تلاقحية جمالية على استعادة عوالم مختلفة لفترة مهمة من تاريخ المغرب، من خلال صوت الطفل الذي بداخلي، والرؤية السينمائية للمخرج الذي صرته الآن..”.

وفاز بالتانيت الفضي للجائزة الكبرى لأيام قرطاج السينمائية، التي كانت قد افتتحت فعالياتها يوم 22 نونبر الجاري، الفيلم الجنوب إفريقي “نهر بلا نهاية” للمخرج أوليفيي هرمانيس، فيما حاز فيلم “على حلة عيني” للمخرجة التونسية ليلى بوزيد بالتانيت البرونزي.

يذكر أن فيلم “جوق العميين”، الذي قام بتشخيص أدواره الرئيسية كل من الفنانين يونس ميكري ومنى فتو ومحمد بسطاوي وفهد بنشمسي والطفل إلياس الجيهاني، سبق أن حصل خلال الدورة 16 لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة على جائزة الإخراج وجائزة أحسن موسيقى تصويرية والجائزة الكبرى لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة وجائزة الوهر الذهبي بوهران.

يشار إلى أن المخرج المغربي محمد مفتكر بدأ مسيرته السينمائية بإخراج أفلام قصيرة من قبيل “ظل الموت” سنة 2003، و”رقصة الجنين” في 2005، و”آخر الشهر” سنة 2007، ثم  “نشيد الجنازة” سنة 2008، إضافة إلى “محطة الملائكة” في 2009) ثم انتقل فيما بعد إلى إخراج الأفلام الطويلة: “البراق” سنة 2011، ثم الفيلم الأخير”جوق العميين” في السنة الحالية.

وترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة والمطولة لهذه للدورة 26 أيام قرطاج السينمائية، التي يشارك فيها أزيد من 350 فيلم يمثلون 58 دولة عربية وأوروبية، المغربي نور الدين الصايل، وتضم في عضويتها ليلى شهيد من فلسطين، ومارسيلا سعيد من الشيلي، وأنيسة براق من تونس، ونيوتن أدواكا من نيجيريا وأسامة فوزي من مصر، وأبيل جفري من فرنسا.

وقد تنافس على جوائز هذه الدورة، التي حملت شعار “نحلم، نتحاور ونتقدم”، 17 عملا روائيا في مسابقة الأشرطة الطويلة، و13 عملا بين روائي وثائقي وسينمائي في مسابقة الأشرطة القصيرة، فيما ضمت مسابقة الأشرطة الوثائقية 16 فيلما، ومسابقة العمل الأول “الطاهر شريعة” 20 عملا.