مجتمع

وجدة تكرم “المراكشي” أغنى رجل في المدينة (فيديو)

يعد واحدا من أقدم بائعي الكتب المستعملة بالمدينة، ولسان حاله أثناء التكريم كأنه يقول “إني أغنى رجل بالمدينة”

 

كرمت مدينة وجدة أحد الأعلام الذين ساهموا كثيرا في إشعاع الكتاب ونشر ثقافة القراءة لدى أجيال عديدة، بالموازاة مع الدورة السابعة للمعرض الجهوي للكتاب المنظمة حاليا في مدينة وجدة تم الاحتفاء في حفل انطلاقة المعرض ببائع الكتب المستعملة الشهير على مر عقود في مدينة وجدة، محمد بن الجيلالي الرحالي المعروف عند أغلب سكان مدينة وجدة بـ”المراكشي”.

اشتهر المراكشي الذي كان في محله الشهير بشارع مراكش، القلب النابض لوجدة، حيث الأسواق، والذي تحول اليوم اسمه إلى شارع عبد الرحمان احجيرة أحد رجالات المقاومة في المدينة.

“كنا أطفالا ندرس في الابتدائي، كانت أيام البركة، كنا نجد في “المراكشي، عند حلول كل موسم دراسي، ضالتنا في “اصطياد” الكتب القديمة من مقررات دراسية وروايات للأطفال، سواء لعجز والدينا على توفير كتاب جديد من المكتبات، أو لعدم وجود كتب تتعلق بثقافة الأطفال في تلك المكتبات”، يصرح محمد وبعض الحنين يرتسم على ملامحه وهو يتذكر “ذاك الزمن الجميل.”

في دكانه، بقرب سوق طنجة، اشتهر المراكشي ببيع الكتب المستعملة بثمن بخس كونه من أهم وأقدم كتبي المدينة الذين يلجأ إليه كل من أراد السفر في عالم المعرفة والكتاب، ليقتني كتبا بأثمنة في المتناول، أغلبها الآن لا يتجاوز سعره 20 درهما.

عدد لا يحصى من الكتب علت الدكان إلى أن أدركت السقف، كتب قديمة استحال الفضاء معها إلى رحلة عبر الزمن الوراء، من متحف حقيقي لكتب ندرت من الأسواق المكتبية  بل واختفت كذلك من خزانات الجامعات ومؤسسات التعليم العالي.

تنفس “المراكشي” الصعداء وهو يرى شخصه يكرم من قبل وزارة الثقافة، وكأن لسان حاله يقول “إنني أغنى رجل في وجدة”، وكيف لا وهو الذي أسدى خدمات لا تقدر بثمن لأكثر من جيلين من مختلف مثقفي وأكاديميي المدينة، منذ سبعينات القرن الماضي.

يذكر جلال، المخرج السينمائي الذي يشتغل في الدار البيضاء حاليا، وممن كانوا مهووسين، بقراءة الكتب فترة نشأته في مدينة وجدة، ونشاطه في معهد الرابطة الفرنسية المغربية، كيف أن أول مكتبه “أسسها لنفسه” في المنزل، كانت بفضل المراكشي الذي كان يتردد عليه بين الفينة والأخرى لينعم بكتاب حول السينما والفن التصوير والسيناريو أو الرواية مثلما كان يفضل: “بفضل السيد محمد بن الجيلالي الرحالي (المراكشي) تمكنت من إنشاء مكتبة منزلية، والتي ما زلت أحتفظ بكتبها ..اشتريت منه أولى كتبي سنة 1977 من محله بسوق طنجة”.

لاقى تكريم “المراكشي” استحسانا وإشادة كبيرين في الوسط الثقافي المحلي خلال الدورة السابعة للمعرض الجهوي للكتاب في وجدة، والمنظم حاليا من طرف مديرية ووزارة الثقافة بشراكة مع اتحاد كتاب المغرب وجمعية الكتبيين ومجموعة من الجمعيات والمؤسسات العاملة في المجال الثقافي، وبدعم من مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات في الفترة الممتدة ما بين 19 و24 نونبر، والتي اختير لها شعار “جهة تقرأ، جهة تتطور”.