وجهة نظر

شارلي إيبدو بثوب جديد

ضجة إعلامية تتكلم عن أحداث إرهابية وقعت في مدينة الأنوار باريس، ومن المنتظر أن يتضامن معها العالم بحجة أن هذا الحدث الأليم يدخل ضمن العمل الإرهابي وسوف يقومون بإدانته. فهذا التضامن في ظاهره شيء جميل ومحمود، ولكن في عمقه له دلالات خطيرة، الهدف منها تشويه الإسلام. فكيف ذلك؟

إذا عدنا بذاكرتنا إلى الوراء قليلا سنتذكر أحداث شارلي إيبدو، وسنلاحظ كيف أن العالم تضامن معهم، والغريب في الأمر حتى الإرهابي الكبير الصهيوني شمعون بيريز تضامن مع فرنسا. فأحداث شارلي إيبدو أدت إلى ضجة إعلامية كبيرة، والكثير من الممثلين والسياسيين تضامنوا معهم حتى رؤساء الدول العربية..

واعتبروا أن هذا الحدث عنف ويخالف الإنسانية. ولكن السؤال المطروح لماذا لم تكن هذه الضجة الإعلامية وهذا التضامن الكبير بعد أحداث شارلي إيبدو بأيام عندما قتل ثلاثة طلبة مسلمين في أمريكا على يد إرهابي؟ فهذا الحدث الأليم شهد صمتا عند حكام العرب والغربيين، ولم يحركوا ساكنا، وتكلم عنه الإعلام ببرودة وكأنه أمر جد عادي.

أي إنسانية هذه؟ هل الإنسانية مخصصة لغير المسلمين؟ فإن كنتم حقا تتكلمون عن الإنسانية وتطبقونها لتضامنتم مع الطلاب الثلاثة الذين قتلوا في أمريكا، ولتضامنتم أيضا مع بورما وفلسطين وسوريا ومصر والعراق وغيرهم من الدول الإسلامية التي يمارس فيها العنف والظلم.

فرسالتي إلى حكام العالم عامة وإلى حكام العرب خاصة، التضامن مع أحداث فرنسا شيء مقبول ومحمود، وأنا أول المتضامنين، ولكن أنصفوا تضامنكم الإنساني مع الجميع، ولا تجعلوا دماء المسلمين رخيصة، فحرمة دم المسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة. فكما ساندتم فرنسا، ساندوا بورما والعراق وفلسطين وغيرها من الدول المتضررة. وأختم مقالتي بأبيات شعرية أعجبتني:

اهتز العالم لمقتل الفرنسيين ** وكثر البكاء بسبــب المعزيــن
أوباما يعـــزي في السفــــارة ** ووجهـــه شـــــاحب وحــزين
ودموع أوربا تغـــرق السفيــن ** وحكام العرب قالــوا آسفيـــن
فذاك إرهاب دمـــوي لعيــــن ** أما دمــــــــــاء المسلميـــن
فهي رخيصــــــة للبائعيــــن ** في سوريا ذبحـــوا الجنيـــن
وفي مصــــــر وفي بورمــــا ** وأفريقيا الوسطى وفلسطين
دماؤنا لعبة بيـــد اللاعبيـــن ** أو شراب بكئوس الشاربين
فهل دمـــــاء الفرنسييـــــن ** من فصيلـــــة الياسميــــن
ودماؤنا من حنظل مهيــــن؟ ** فلعنة الله على الخائنيــــن