وجهة نظر

من يستهدفون حامي الدين.. كفى عبثا بمصير الوطن

انطلاقا من حس الإنصاف والموضوعية وبعيدا عن كل تحيز حزبي وسياسي، وبعد توالي الحملات المتكررة ضد الأستاذ الجامعي عبد العلي حامي الدين، دعا العديد من رواد الفايسبوك من مثقفين وسياسيين ونشطاء إعلاميين، كل الغيورين على دولة الحق والقانون، وكل المتشبعين بثقافة حقوق الإنسان إلى المبادرة إلى تأسيس  جمعية “أصدقاء عبد العلي حامي الدين للدفاع عن نبل الصراع السياسي”، ردا على الاستهدافات المتكررة الذي يقوده حزب الدولة العميقة، المعروف اختصارا ب “البام”.

قصة الاستهداف التي كان من وراءه حزب إداري لقيط، تذكرنا بأساليب الزمن المتردي أيام الفديك” ذلك التيار الذي صنع بين أحضان الاستعمار الجديد، والذي اغتال أحلام الحركة الوطنية”، فاللحظة التي تم فيها تحريك الملف نعرف ماذا كان فيها، وأنها اللحظة التي اجتمع فيها يساريون واسلاميون وقوميون ونشطاء أمازيغيون حين أصدروا بيانا تاريخيا لرفض الطقوس المخزنية التي مازالت مستقرة في دهاليز السياسة المغربية.

من يحرك ملف آيت الجيد بعد أن قال القضاء كلمته؟

هل هناك عائلة تظل مختفية طيلة 22 سنة، حتى يتم  إيقاظها من طرف  أشباح المخزن من قبر النسيان، ثم أغرقوها مالا ووعدوها بالمناصب، ثم أسست لها مؤسسة “جمعية أصدقاء ايت الجيد..” ظهرت أول مرة في شكل احتجاجي أثناء تعيين د عبد العالي حامي الدين مقررا عاما للجنة الحوار الوطني حول المجتمع المدني.

 والملاحظ أن فلول التحكم ومصاصي الدماء من متاجري المخدرات وقطاع الطرق الكبيرة يريدون الضغط على البيجدي للتراجع عن دعم حامي الدين وعزله سياسيا ليسهل عليهم استهدافه، وفي هذا الموضوع بالذات فالذين لا يعرفون هذا الرمز الفبرايري الذي طالب علنية بإغلاق المعتقل السري بتمارة وبفتح تحقيق حول أحداث 16 ماي والمطالبة بمعاقبة المفسدين وعلى رأسهم تجار السياسة، لن يتعاطفوا مع هذه الجماعة الوظيفية التي تسمى”عائلة وأصدقاء ايت الجيد ” لسبب بسيط لأنهم صوتوا له بأغلبية مريحة في الانتخابات الجماعية والجهوية ل 4 شتنبر حيث أصبح عضوا بمجلس جهة الرباط-القنيطرة وعضوا بمجلس المسشارين، دون نسيان تعينه رئيسا لفريق حزب المصباح بالمجلس، والمطالبون بإسقاطه من المجلس هم يضربون عرض الحائط دولة الحق والقانون، ويريدون التدخل في القرارات الداخلية لحزب المصباح بطريقة مثيرة للإشمئزاز “ابتزاز الدولة”.

من يقف وراء ملف الشهيد ايت الجيد؟

لنكن واضحين في قضية الشهيد “أيت الجيد”، فالذي يقف وراء إثارة الملف بعد 20 سنة هو كائن سياسي معزول سياسيا، لم يجد سوى دم الرفيق ايت الجيد بنعيسى لكي يتموقع به في أجهزة ومخالب حزب المخزن الجديد الذي يجمع بين حطام جدار برلين وشكارات مافيا الريع واقتصاد التهريب بجميع أنواعه.
التاريخ يخبرنا أن أغلب قيادات البام التي تنتسب ظلما إلى “الطلبة القاعديين” كانوا يقدمون خدمات صغيرة لأجهزة محلية، وهم تحولوا اليوم من مخبرين صغار إلى مخبرين كبار وصارت لهم رهانات أوسع وهم يساقون لبناء “الأداة المخزنية” لتبسيط السيطرة على دواليب الحكم والعمل على شيطنة العمل الحزبي مع تشويه صورة اليسار وتزييف قيم الحداثة .
عندما قال أحدهم، في برنامج تلفزي بقناة ميدي 1 تيفي ” سأدافع على القاعديين حتى الموت”، كان ذلك في الأيام الأولى من اغتيال الطالب عبد الرحيم الحسناوي على يد طلبة قاعديين كان على المجتمع المدني والفعاليات الحقوقية أن تستنكر مثل هذه الأقاويل التي يدفع أبناء المغرب غير النافع ثمنها في كل الجامعات المغربية، فهو يتحمل المسؤولية السياسية والمعنوية عن جرائم هذا الفصيل.
بل أطالب بوقفات احتجاجية أمام مقر حزب الأصالة والمعاصرة الذي يرتزق بدماء الشهداء، ويشجع على العنف عن طريق دعم فصيل دموي داخل الجامعة.
وعندما ألف الرفيق محمد العمري  رواية “زمن الطلبة والعسكر”، لم تعطى لهذه الرواية مكانتها الحقيقية في الكشف عن أسرار التحول الخطير الذي عاشتها  الحركة الطلابية أواخر السبعينات وبداية الثمانينات عندما سيطر أصحاب الحناجر (الطلبة الجبهويون، الذين سيسمون في ما بعد القاعديين والبرنامج المرحلي ) على هياكل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وضيقوا كثيرا على أصحاب المواقف والعقل والحكم (الطلبة الاتحاديين)، تحولت الساحات الجامعية إلى بؤر للعنف ومكانا لإنتاج الأكباس السياسية عن طريق نشر أحلام الثورة الناصرية ( = التحالف بين العسكر والطلبة).

نداء إلى الأدوات الوظيفية:

كفى عبثا بمصير هذا الوطن، يا من تزعمون صداقة آيت الجيد، واتقوا الله في هذا الوطن، لو أردتم معرفة الحقيقة لما اتجهتم صوب الأستاذ والحقوقي عبد العالي حامي الدين، لو فعلا كنتم صادقين لا اتجهتم صوب المؤسسات القضائية ولرضيتم بأحكامها ، لكن مادام تيار التحكم هو من يقف وراءكم فلقد استرخصتم دم الشهيد.
لا داعي لأذكركم بالتاريخ  فهذا التيار الذي كان قائما منذ نشوء الحركة الوطنية وكان يسعى إلى فرض التحكم وضبط اللعبة السياسية وخنق الحريات، هذا التيار هو الذي جلب أحداث 65 وأحداث 81 و90 وسبب في أحداث أكديم ايزيك، وهو الذي ساهم في اندلاع احتجاجات حركة 20 فبراير…فكفى عبثا بمصير الوطن..