وجهة نظر

هل “البلوكاج” إهانة لصوت المواطن؟

الاستثناء المغربي “فيه” أو “فيه” ؟؟؟، فليس كل استثناء يصفق له وليس كل استثناء يتغنى به، وليس كل استثنا يستحق أن يبقى؟ بلى هناك استثناء إيجابي نفتخر به ونشجعه من قبيل ,توفر الأمن والاستقرار بوطننا رغم الاضطرابات التي تحوم حولنا, وهناك استثناء التضامن والتكافل بين أفراد وطننا ,و وهناك الاعتدال ووحدة المذهب و….
وفي المقابل هناك استثناء مغربيسلبي للأسف الشديد يخجل ,لا يشرف وطننا؟؟ بليجب أن يتعاون أحرار الوطن الحقيقيين لمقاومته باستئصاله أو على الأقل بتقليله ومحاصرته, وهو عين حديثنا في هذه الكلمات.
ومن هذا الاستثناء السلبي عندنا :
في المغرب فقط نريد الديموقراطية ونتبجح بها أمام الآخر بل قد نشجع المواطن للانخراط في مشروعها, لكننا لا نريد نتائجها ولانحترم قواعدها على الحقيقة ؟؟؟
في المغرب فقط يصوت المواطن ويختار ويرجح لون سياسي معين عن إرادة واختيار ,ويعاقب ألوان أخرى كانت إلى عهد قريب في السلطة , لكن هذه الأخيرة أبت إلا أن تصم آذانها وتعمي بصرها وتتجاهل نتائج الاقتراع وتردد شعار فرعوني تحكمي ” ماأريكم إلا ما أرى” وتتبجح بالديموقراطية ولا تخجل من نفسها ؟؟
في المغرب فقط يصبح الحزب الذي احتل الرتبة الأولى رغم الكيد والكيد يستجدي أحزابا عاقبها المواطن لتكون معه الأغلبية , لكن هذه الأحزاب تتوحد ضدا على إرادة الناخب ونتائج الاقتراع, بل و تتغول وتتأفف وكأنها هي المظلومة وتشترط على رئيس الحكومة المعين دخولها في الحكومة القادمة أفواجا أفواجا وكل ذلك من أجل مصلحة الوطن حسب تقديريهم , ومن أجل خلق الانسجام في الحكومة المقبلة وهو الشيء الذي تفتقده هذه الأحزاب نفسها حتى في بيتها الداخلي ؟؟؟
في المغرب فقط يحصل حزب على 20 مقعد فقط, بمشقة النفس شكل فريقا برلمانيا؟؟ ويترأس مجلس البرلمان كثالث أعلى منصب في الدولة ؟؟؟ , بل ويتبجح بأنه هو من يملك الأغلبية ,ويرفع شعار : داخل الحكومة “بزاز” ,أو لا حكومة ؟؟؟
في المغرب فقط تصبح 37 أكبر من 125 , فرغم التنازلات المقدمة من طرف 125 والقبول بعدة شروط مجحفة اشترطتها 37 كإبعاد الاستقلال مثلا, لم يتوصل بعد إلى تشكيل الحكومة ؟؟ بل أن 37 الحارصة على “مصلحة الوطن” أكثر من أي حزب آخر توقع بيانا تزيد شروطا إلى الشروط السابقة تحت عنوان “ندخلوا كاملين ولا نخرجوا كاملين”. ؟؟؟
في المغرب فقط يتوقف العمل بالحكومة المنتخبة 6 أشهر (تصريف أعمال) و أكثر من أربعة أشهر بلوكاج , ولازالت الحالة هي هي ؟؟ ,بل هناك من يتبجح أن لا فائدة في الحكومة أصلا, ويدعي الديموقراطية ؟؟؟
في المغرب فقط “تيخرج عينه “البلوكاج و “ينوض العجاج” ويعبر عن الانزعاج وينادي بإغراض متى الانفراج و متى العلاج ؟ وهو أصل المرض والبلوكاج؟؟
في المغرب فقط بعد أن انهزم الحزب ” المعلوم” , حزب “قتل الديموقراطية والاستثناء المغربي “,بعد أن تلقن دروس قوية من طرف الصوت النظيف للمواطن في معركة 7 أكتوبر, يريد أن يمسخ الحياة السياسية في المغرب فتجده في المعارضة ويتحالف مع جزء من الأغلبية ضدا على جزء آخر من الأغلبية من أجل خلق البلبلة واللامعنىواللا توازن و….
فهل بعد البلوكاج لازال هناك من يتبجح بالديموقراطية والشفافية عندنا بالمغرب ؟؟؟ .طريقنا لازال شاقا وطويلا للأسف ؟؟؟
فهل البلوكاج رسالة سيئة للمواطن المشارك والمؤمن بالعملية الانتخابية لكي يحجم عن المشاركة في الاستحقاقات المقبلة إذ لا جدوى من صوته كما يسمعها من خلال صدى الأحداث المتوالية بعد بروز نتائج استحقاق 7 أكتوبر 2016 ؟؟؟ , هذه هي الحقيقة وإن كنا نتمنى العكس ؟؟؟
أم أن البلوكاجرسالة أخرى سلبية تقول لمن لا يؤمن “باللعبة ” السياسية ولم ينخرط في العمل السياسي أصلا بالبلد أو أنه يؤمن بالعمل السياسي إلا أنه امتنع لعدم توفر الشروط والظروف المناسبة للتنافس الشريف,فهل هي رسالة فحواها أنه على صواب وأن اخياره هو المعتبر في بلدنا هذا ؟؟؟
وفي الختام وبالله التوفيق بأن البوكاج هذا رغم سلبيته المقيتة,فلا يخلو من فائدة والتي هي : تعرية المستور في النظام الديموقراطي الهش عندنا بالمغرب إذ يجب أن يعاد فيه النظر وبجدية حتى نعطي قيمة لصوت المواطن الحر والفاعل إن كنا فعلا نريد النظام الديموقراطي ونجعله من الثوابت في دستورنا الجديد …