مجتمع

احتجاجات بوزان بسبب وفاة سيدة حامل داخل المستشفى الإقليمي

على إثر وفاة امرأة داخل المستشفى الإقليمي لوزان بسبب نزيف داخلي حاد بعد الولادة في ساعة متأخرة من الليل، خرج عشرات من ساكنة مدينة وزان صباح اليوم السبت في وقفة احتجاجية أمام مستشفى أبو قاسم الزهراوي، منددين بما أسموه الاستهتار والإهمال من طرف قسم الولادة بالمستشفى المذكور.

واتهم المحتجون إدارة قسم الولادة بمستشفى “دار الضمانة” بـ”تغيير تاريخ الولادة”، حيث صرح أحد المحتجين لجريدة “العمق” أن “الضحية أنجبت جنينها على الساعة 9 ليلا، إلا أنه في التقارير يقولون إن الهالكة أنجبت طفلها على الساعة 2 بعد منتصف الليل”، حسب المصدر.

من جانبها قالت إحدى المحتجات للجريدة عبر شريط فيديو سينشر لاحقا، إن “الإهمال من داخل قسم الولادة تسبب في وفاة الضحية، متهمة بعض المشتغلين في القسم المذكور بأخذ الرشاوي من المواطنين”.

من جهته وجه زوج الضحية أحمد قشور شكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بوزان، متهما فيها “المستشفى الإقليمي أبو قاسم الزهراوي بالإهمال، الذي أدى إلى وفاة زوجته البالغة من العمر 30 سنة”.

وجاء في الشكاية التي تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منها، أن “الإهمال لحق زوجتي من طرف ممرضي المداومة بالمستشفى المذكور، وكذا الغياب التام لطبيبة الحراسة الأخصائية في الولادة وأمراض النساء، التي لم تتدخل ولو بتوجيهات شفوية لإنقاذ زوجتي ولم يتم نقلها بشكل عاجل إلى المستشفى الجهوي بتطوان”.

ودعا زوج الضحية الجهات المختصة لإجراء تحقيق شامل لمعرفة حيثيات وأسباب الوفاة.

وفي هذا الصدد قال الكاتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان عبر فرعها المحلي بوزان، في تصريح لجريدة “العمق”، إن “وفاة هذه المرأة رحمها الله التي تنضاف إلى قوافل ضحايا الوضع الصحي السيء بالإقليم، يكشف بالملموس حجم المأساة التي يعانيها المواطن بإقليم المدينة العتيقة، وذلك لعدم توفر الأجهزة الطبية الضرورية بمستشفى دار الضمانة”.

وأوضح الناشط الحقوقي ذاته، إن “الإهمال والزبونية والرشوة أصبحت منتشرة بشكل غريب، حيث إن هذه الظاهرة باتت تنخر هذا القطاع الصحي الحيوي وغيره من القطاعات الأساسية بالإقليم”، مضيفا “كيف يعقل ونحن في القرن 21 ولا زالت الأمهات يفارقن الحياة أثناء وضع مولودهن بمستشفيات البلاد، إن هذا لا يحدث حتى في الدول التي تعاني الحروب والمجاعات”، حسب قوله.

وأكد عثمان في السياق ذاته، أنه “سبق وأن نبهنا كمنظمة حقوقية إلى خطورة الوضع الصحي بالإقليم، ولكن لا حياة لمن تنادي، موضحين بأن المسؤولين بالإقليم المذكور لا يهمهم سوى ما ينضاف إلى حساباتهم البنكية ولا شيء آخر، مؤكدين أن هذا الذي يسمى بالمستشفى الإقليمي لوزان، لا يحمل إلا اللافتة الأمامية”.

وأبرز عثمان أن العصبة عازمة على تشكيل لجنة حقوقية لمعرفة ما يجري في إقليم المدينة الجبلية، خاصة الوضع الصحي.

هذا، وحاولت جريدة “العمق” الاتصال بمديرة المستشفى الإقليمي المذكور لأخذ رأيها في الموضوع، إلا أن هاتفها كان خارج التغطية.