أدب وفنون

“إيبريتا”.. قصة مغاربة فتكت بهم الغازات السامة بالريف

خوصي، طيار متقاعد من الطيران الحربي الإسباني، شارك في حرب الريف وساهم في قصف المنطقة بالغازات السامة، بعد 60 عاما يعود إلى مسرح الأحداث ليكتشف أن هذه المنطقة من المغرب قد فتك بها مرض السرطان، ويقرر بعد لقائه بالشابة طيموش المريضة بالسرطان، الاعتراف بحقيقة ما وقع في ندوة خلطت الأوراق بعدما تناقلتها وسائل الإعلام الوطنية والدولية.

كانت هذه قصة فيلم “إيبريتا”، واحد من بين 15 فيلما يتنافسون على الجائزة الرسمية للأفلام الطويلة في المهرجان الوطني للفيلم المقام حاليا بمدينة طنجة، حاول مخرجه إبراز معاناة سكان الريف مع مرض السرطان الذي فتك بالعديد منهم، بسبب التداعيات الصحية للغازات السامة التي ضرب بها الجيش الإسباني المنطقة أثناء فترة الاستعمار.

الفيلم الأمازيغي يحكي قصة درامية في 115 دقيقة، أبطالها أستاذ يدرس بمدرسة نائية بالريف، وفتاة تدعى طيموش مصابة بالسرطان وتعرضت للاغتصاب بعد وفاة والدها بسبب نفس المرض، وطالب باحث كشف حقيقة الطيار الإسباني الذي قرر العيش في المنطقة والاعتراف بما اقترفه، فيما يحاول مدير المدرسة وقايد المنطقة الوقوف في وجه أبطال الفيلم الثلاثة لثنيهم عن كشف حقيقة ملف الغازات السامة.

محمد بوزاكو، مخرج وكاتب سيناريو فيلم “إيبريتا” (إيبريتا هو اسم الغاز السام الذي استعملته إسبانيا في الريف)، أوضح أن فيلمه يتضمن رسائل سياسية موجهة للمغرب وإسبانيا من أجل إيجاد حل لسكان الريف الذين يعيشون مأساة مرض السرطان بسبب أثار الغازات السامة.

وقال بوزاكو في تصريح لجريدة “العمق”، إن “هناك عددا كبيرا من سكان المنطقة يموتون نتيجة مرض السرطان، وهو ما لفت انتباه الباحثين الذين اكتشفوا أن المرض له علاقة بالغازات السامة الإسبانية، الأمر الذي جعلني أنتج هذا الفيلم لإثارة الموضوع”.

وأضاف المخرج أنه من المفروض إرسال رسائل إلى المسؤولين المغاربة والإسبان من أجل إعطاء العناية بهذا الموضوع، وإذا اقتضى الحال أن تعترف إسبانيا بخطيئتها، ومن الضروري أن يُبنى مستشفى لمعالجة مرض السرطان بمنطقة الريف التي لا تتوفر على أي مستشفى من هذا النوع رغم عدد المرضى المرتفع، حسب قوله.

المتحدث أشار إلى أنه اختار قصة درامية في فيلمه من أجل جذب اهتمام الجمهور، مضيفا أن الأفلام الروائية تعالج مثل هذه القضايا أكثر من الأفلام الوثائقية، لأن الناس يتأثرون بالقصص الدرامية الحزينة ويؤمنون بقضاياها الواقعية، وفق تعبيره.

وتابع قوله: “المعطيات التاريخية في الفيلم استقيتها من مصادر إسبانية ومغربية موثوقة من طرف باحثين وكتب تاريخية، باستثناء شخصية الطيار الإسباني خوصي التي أبدعتها بنفسي”.

وتستمر فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، إلى غاية 11 مارس الجاري، حيث يتنافس 15 فيلما على مسابقة الأفلام الطويلة، و15 فيلما في مسابقة الأفلام القصيرة.