سياسة

ولعلو: الوضع المغاربي شاذ وهذه فرصه الضائعة على امتداد 60 سنة

اعتبر وزير الاقتصاد والمالية السابق فتح الله ولعلو، أن الوضع المغاربي يعيش حالة شاذة ويوجد خارج التاريخ والجغرافيا وغير مقبول، كما عدد ولعلو ما قال إنها فرص ضائعة على الاتحاد المغاربي على امتداد 60 سنة بسبب غياب الوحدة، ملخصا إياها في البعد الاقتصادي والجيوسياسي والثقافي.

على المستوى الاقتصادي، قال ولعلو خلال مشاركته في ندوة اليوم السبت بوجدة حول ” الفضاء المغاربي” من تنظيم المعهد العالي للتدبير HEM، (قال) إن التعاون المغاربي فشل على المستوى الاقتصادي ولم يحدث أي توافق بين البلدان المغاربية حول الوحدة الأوروبية، كما أنه “وعندما وضع الاتحاد السياسة المتوسطية للتعامل معنا لم نكن متفقين، وعندما ارتفع سعر النفط في ثلاث فترات لم نستغلها، وأيضا عندما انخفض سعره لم نستغله”.

كما أننا يضيف ولعلو “لم نتعامل إيجابيا مع مبادرات الاتحاد عندما طرح ورقته النقدية الموحدة (اليورو) وأيضا ورقة دخول بلدانه (شنغن)” وهو نفس منهج إهدار الفرص الذي استمر مع الأزمة العالمية الاقتصادية في 2008 وكذلك مع النهضة الصينية اليوم.

فيما يخص المستوى جيوسياسي، قال صاحب الكتاب الأخير “الصين ونحن” إننا “لم نعالج مشكل الحدود أولا بعد الاستعمار وأعطينا الأولوية لدعم الجزائر، والمغاربة لم يكونا متفقين على طريقة وكيفية استرجاع الصحراء للخلاف الذي كان بين الرؤية الرسمية ورؤية جيش التحرير”.

كما تناول العديد من التحولات الدولية ومنها مخلفات الحرب الباردة والعلاقة مع بعض بلدان الخليج “حيث لم يكن هناك اتفاق بين المغرب والجزائر وصولا إلى الربيع العربي حيث كانت الأجوبة مختلفة من الأنظمة المغاربية.

ضمن مجالات الفرص الضائعة التي تناولها القيادي الاتحادي وعمدة الرباط السابق، هو المجال الثقافي حيث قال المحاضر؛ تمت تحديات لم يتم الجواب المشترك عنها من قبيل تدبير العلاقة بين الدين والسياسة، الحداثة والتقاليد، اللغة الأمازيغية والحسانية، التعليم والتكوين، إضافة للثورة الرقمية التي ذكر المتحدث أننا بقينا فيها مستهلكين لا منتجين.

ولعلو ختم مداخلته على وقع التفاؤل حيث قال “لا بد من الرجوع لطريق الصواب ولا بد من اعتراف كل بلد بالآخر كيانا وهوية – المغرب فعل مع والجزائر لكنها لم تفعل- مشيرا إلى أن ثروتي الفوسفاط مع الغاز يمكن أن يخلقا قطب اقتصادي مغاربي كبير، مؤكدا أن اليوم هناك فرصة جديدة من أجل الاتحاد المغاربي حتى يتغلب الصواب على منطق العبث الذي دام لستين سنة.

يذكر أن الندوة التي استضافها مركز الدراسات والبحوث الاجتماعية عرفت حضورا مهما.