ساكنة “تغصى” بتنغير تحتج بقطع الماء على منجم الذهب “تيويت”

أقدمت ساكنة قرية “تغصى”، بالجماعة الترابية لإكنيون، إقليم تنغير، أمس السبت، على إغلاق قنوات المياه التي تزود منجم الذهب “تيويت” بالماء، احتجاجا على ما اعتبرته الساكنة “تملص” الشركة المستغلة للمنجم من الوعود التي قطعتها على الساكنة بتحقيق مجموعة من المطالب الاجتماعية.

وأفاد عدد من ساكنة المنطقة، في تصريحات متفرقة لجريدة “العمق” أن “الشركة المستغلة للمنجم، لم تعر أي اهتمام لعدد من النقاط التي يتضمنها ملفهم المطلبي، رغم قيامهم بجلسات حوار مع السلطات المحلية وممثلي الشركة، وهو ما دفعهم إلى القيام بقطع الماء على ورش الشركة للمرة الثانية في ظرف ثلاثة أشهر، في خطوة تصعيدية لإرغامها على تنفيذ المطالب التي تم الاتفاق عليها مسبقا”.

وقال الفاعل الجمعوي، محمد أرجدال، في تصريح للجريدة، إن “ساكنة “تغصى” أقدمت على خطوتها التصعيدية بقطع قناة المياه المستعملة في تصفية المخلفات المنجمية بمنجم “تيويت” من أجل استخراج الذهب منها؛ بعد تملص الشركة المستغلة للمنجم من الوفاء بالوعود التي قطعتها على الساكنة، مضيفة أن السلطات الأمنية بمختلف تلاوينها تدخلت للوقوف على صيانة القناة بالقوة”.

وأضاف المتحدث ذاته، أن “الشركة وعدت الساكنة بتحقيق بعض المطالب من ملفها المطلبي الذي يتضمن مطالب اجتماعية محضة”، مؤكدا في السياق ذاته، “نتوفر على مجموعة من محاضر اجتماع وقعها ممثلو الشركة والسلطات المحلية في عدد من الاجتماعات منذ 2012 ، غير أن كل تلك المطالب لزالت لم تحقق على أرض الواقع إلى يومنا هذا”

وأردف أن “الساكنة دخلت منذ مدة في أشكال احتجاجية، لكن دون أن يتم تحقيق أهدافها، وهو ما دفعها الى اتخاذ خطوات تصعيدية، أكثر تأثيرا على الشركة من أجل اخضاعها وجعلها تستجيب لمطالب الساكنة عبر قطع قناة المياه، وهي خطوة جعلت السلطات الأمنية من درك وقوات التدخل السريع ومسؤولين أمنين على مستوى إقليم تنغير يتدخلون من أجل الوقوف على إصلاح القناة، من أجل أن تظل الشركة تستغل الثروات المائية لتغصى بدون وجه حق لاستخراج الذهب”.

وتطالب ساكنة “تغصى” من الشركة المستغلة للمنجم بإتمام بناء مركز صحي بالمنطقة وتجهيزه، وتعبيد الطريق المؤدية إلى الدوار بعد أن أتلفتها شاحنات الشركة والتي تخلف كميات كبيرة من الغبار أدى إلى انتشار مجموعة من الأمراض التنفسية في أوساط ساكنة المنطقة.

وقالت فعاليات جمعوية، في تصريحات سابقة للجريدة، إن “سكان المنطقة تقدموا للشركة المستغلة لمنجم الذهب “تيوت” منذ انطلاق أشغالها سنة 2012 بملف مطلبي يحث الشركة على المساهمة في تنمية المنطقة مقابل استغلالها لثروات المنطقة بالإضافة إلى العمل على حماية البيئة، وكذا تشغيل أبناء المنطقة بمنجم الذهب، وبناء مستوصف مجهز، وتعبيد الطريق المؤدية إلى الدوار”.

وسبق للشركة المستغلة لمنجم الذهب “تيويت”، أن “التزمت بتمويل حصة الجمعيات من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لاقتناء حافلة للنقل المدرسي والمساهمة في تسييرها، والتزامها كذلك باقتناء سيارة للإسعاف”.

وتلتزم الشركة، كذلك، حسب محضر اجتماع تتوفر الجريدة على نسخة منه، بـ”تمويل الجمعيات لمساعدة المعوزين، والمساهمة في بناء ناد نسوي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتشجير محيط المنجم بأشجار الأوكاليبتوس، وتنظيم مخيمات صيفية لفائدة أطفال المنطقة، وإعطاء الأولوية في التشغيل لأبناء المنطقة بتنسيق مع التمثيلية الشرعية لساكنة الدور في إطار نظامي”.

هذا وقد حاولت الجريدة الاتصال بإدارة الشركة المستغلة لمنجم “تيويت” من أجل التعليق على الموضوع، غير أن الهاتف ظل يرن دون رد.