أخبار الساعة، أدب وفنون

مركز عزمي بشارة يتوج 3 مغاربة بالجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية

تُوج ثلاثة باحثين مغاربة من بين ثمانية باحثين عرب، مساء أمس الاثنين بالدوحة، بالجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية في دورتها السادسة، التي انتظمت في موضوعي “سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية”، و”الشباب العربي.. الهجرة والمستقبل”، بإشراف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي يديره عزمي بشارة.

وفاز بالجائزة العربية، البالغة قيمتها الإجمالية 160 ألف دولار، والتي تم الإعلان عنها وتوزيعها في ختام أشغال المؤتمر السنوي السادس للعلوم الاجتماعية والإنسانية، الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات على مدى ثلاثة أيام (من 18 الى 20 مارس الجاري)، ستة باحثين في فئة البحوث غير المنشورة ضمن موضوعي الدورة، وباحثان بجائزة الأبحاث المنشورة في الدوريات العربية، بينما تم حجب جائزة الأبحاث المنشورة في الدوريات الأجنبية.

ففي موضوع “سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية” في صنف (الأبحاث غير المنشورة)، كانت الجائزة الثانية، البالغة قيمتها 15 ألف دولار، مناصفة من نصيب كل من الباحث المغربي، عبد القادر ملوك، عن بحثه “القيم الأخلاقية في ميزان العصر في البحث عن نظرية أخلاقية تحقق شرطي الأخلاقية والإنسانية طه عبد الرحمان في مواجهة موضوعية هيلاري بتنام وكونية يورغن هابرماس”، والباحث التونسي حمادي ذويب عن بحثه “إشكالية منزلة الأخلاق في المدونة الأصولية الفقهية”. ونال الجائزة الثالثة، البالغة قيمتها عشرة آلاف دولار، الباحث الموريتاني مولاي أحمد جعفر عن بحثه “أخلاق التعقل في فلسفة الفارابي وراهنيتها في الفكر الفلسفي العربي المعاصر”. أما الجائزة الأولى في هذا الصنف، فقررت اللجنة حجبها ل”عدم بلوغ البحوث المتنافسة الشروط المنصوص عليها”.

أما في موضوع “الشباب العربي: الهجرة والمستقبل”، فتوجت لجنة هذه الدورة الباحثة التونسية، عائشة التائب، بالجائزة الأولى، البالغة قيمتها 25 ألف دولار، عن بحثها “الفتاة العربية والهجرة إلى الجنات الموعودة: محاولة في الفهم”؛ فيما آلت الجائزة الثانية إلى الباحث المغربي المقيم في ألمانيا، زهير سوكاح، عن بحثه “صورة الشباب العربي اللاجئ في الصحافة الألمانية: نموذج مجلة دير شبيغل”، بينما ذهبت الجائزة الثالثة للباحث المصري إبراهيم محمد علي عن بحثه “أنماط التنمية الاقتصادية والهجرة في البلدان العربية: دراسة قياسية”.

وعن فئة النشر في الدوريات باللغات العربية، قررت اللجنة منح الجائزة الثانية بقيمة عشرة آلاف دولار للباحث السوري عزام أمين عن بحثه “التكيف الاجتماعي والهوية الإثنية لدى الشباب من أصول عربية مغاربية في فرنسا: حين يكون العنف استراتيجيا هوياتية”، والمنشور في مجلة (عمران).

أما الجائزة الثالثة، البالغة قيمتها خمسة آلاف دولار، فكانت من نصيب الباحث المغربي بن أحمد حوكا عن بحثه بعنوان “الرأسمال الاجتماعي ورابطة العيش المشترك: دراسة في الركائز الأخلاقية والثقافية للاجتماع السياسي بالمغرب”، والمنشور في المجلة العربية لعلم الاجتماع “إضافات”.

وقررت اللجنة في هذا الصنف، حجب الجائزة الأولى، بينما لم تمنح جائزة النشر في الدوريات باللغات الأجنبية خلال هذا العام “لبعد الأبحاث التي ترشحت عن موضوعي الجائزة”.

وكانت لجنة الجائزة قد فتحت باب الترشح للجائزة في أبريل 2016 ، لتتوصل منتصف ماي ب 120 مقترحا في فئة الأبحاث غير المنشورة بواقع 60 مقترحا في كل واحد من موضوعي الجائزة، ليتم، بعد التحكيم، قبول 30 مقترحا بحثيا والتوصل بعد نهاية فترة الإنجاز ب13 بحثا في موضوع الأخلاق، وثمانية أبحاث في موضوع الهجرة، من قبل عشرة مرشحين من المغرب وستة مرشحين من الجزائر، وخمسة مرشحين من تونس، وأربعة مرشحين من مصر، ومرشح واحد من كل من فلسطين وموريتانيا وسورية والعراق واليمن.

أما عن فئة الأبحاث المنشورة في الدوريات المحكمة، فتوصلت اللجنة ب 34 بحثا حظي فقط منها بالقبول عشرة أبحاث باللغة العربية.

وحرص المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، عزمي بشارة، في كلمته خلال حفل توزيع الجائزة، على لفت الانتباه الى أنه بناء على تقييم للدورات الست السابقة، قرر المركز أن تكون الدورات المقبلة لكل من المؤتمر والجائزة كل عامين لإتاحة الوقت للباحثين لإعداد بحوث أكثر رزانة، مشيرا الى أنه تقرر أيضا أن يجري الإعلان عن الدعوة لكتابة أوراق بحثية للمؤتمر والجائزة بشكل موحد، بحيث يصبح كل بحث مقدم للمؤتمر تلقائيا مترشحا للجائزة، على أن يكون للمؤتمر والجائزة موضوع واحد وليس مسارين مثلما اعتمد في النسخ السابقة.

ولتحفيز الراغبين على المشاركة في الدورة المقبلة، المقررة للمؤتمر والجائزة في 2019، قال بشارة إن الموضوع المقبل سيتمحور حول “مناهج البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية”.

يذكر أن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” خصص مؤتمره السنوي الأول بالدوحة في مارس 2012 لموضوعي “الهوية واللغة في الوطن العربي” و”من النمو المعاق إلى التنمية المستدامة: أي سياسات اقتصادية واجتماعية للأقطار العربية؟”، ومؤتمره الثاني بالدوحة لموضوعي “جدلية الاندماج الاجتماعي وبناء الدولة والأمة في الوطن العربي”، و”ما العدالة في الوطن العربي اليوم؟”، بينما تناول في مؤتمره الثالث بتونس “أطوار التاريخ الانتقالية، مآل الثورات العربية” و”السياسات التنموية وتحديات الثورة في الأقطار العربية”. وبحث مؤتمره الرابع بمراكش “أدوار المثقفين في التحولات التاريخية” و”الجامعات والبحث العلمي في العالم العربي”، وبالدوحة خص مؤتمره الخامس لبحث “سؤال الحرية في الفكر العربي المعاصر”، و”المدينة العربية: تحديات التمدين في مجتمعات متحولة”.