سياسة

23 هيئة لحزب الاستقلال تطلق نداء للدفاع عن استقلالية القرار الحزبي ومواجهة السلطوية

أطلقت الهيئات والتنظيمات والروابط المهنية لحزب الاستقلال، نداء للدفاع عن استقلالية القرار الحزبي ومواجهة السلطوية ومراجعة الأخطاء التي سقط فيها حزب علال الفاسي خلال المرحلة الراهنة، وذلك تحت عنوان “نداء ضمير الحزب”.

النداء الذي وقعته 23 هيئة تابعة للحزب خلال اللقاء الوطني للقيادات الوطنية لهيئات الحزب وتنظيماته وروابطه المهنية، أمس السبت بالرباط، أعلن “رفض المس بحرمة المؤسسات وباستقلالية القرار داخل الحزب، من أجل تنزيل مخطط ماضوي ينتصر للجمود الفكري والتنظيمي والسياسي، ويخدم في العمق مشروع تشويه وتمييع الحقل الحزبي الوطني، في ممارسة غير مسؤولة تنطوي على الكثير من المخاطر حاضرا ومستقبلا على بلادنا”.

وأكد الموقعون على أن حزب الاستقلال “سيظل علامة مميزة للعمل الحزبي الوطني، وهو ما يزعج عددا من الأطراف التي تريد شعبا بلا ذاكرة، وبلا أدوات حزبية مستقلة لمواجهة السلطوية وكل أشكال النكوص في عملية البناء الديمقراطي، وجميع الخدع البصرية المتعلقة بعملية الإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل”.

وأوضح النداء أنه “لم يعد اليوم من الصعب إدراك أن الحزب يتعرض لاستهداف يتم في إطار توزيع للأدوار، في محاولة للقضاء على الحزب وتحويله إلى مجرد أداة صغيرة في يد السلطوية، يقوم بدور الوصيفات في مشهد حزبي وسياسي بئيس، وهو فصل جديد من المحاولات التي رافقت حياة الحزب منذ الاستقلال، لكنه استطاع دائما، في إطار من الوحدة والانسجام بين المناضلات والمناضلين، أن يتصدى لها وأن ينجح في ذلك؛ وهي المواجهات التي صنعت شموخ حزب الاستقلال وصلابته التنظيمية وخصوصيته”.

واعتبرت الهيئات المذكورة أن الأزمة الراهنة التي يعيشها الحزب “تشكل امتدادا للوضع الذي يعيشه المشهد الحزبي والسياسي الوطني بشكل عام، الموسوم بإرادة التأزيم التي تجسدت في العودة الفاضحة وغير المسؤولة إلى لعبة الانتخابات المخدومة، في أسوأ نماذجها على امتداد التجربة الانتخابية المغربية منذ بداية ستينيات القرن الماضي، إلى جانب ما تلا ذلك من انقلاب سافر ومضمر على نتائج هذه الاستحقاقات، وعلى الاختيار الديمقراطي للشعب المغربي”.

وأضافت أن لحظة إعلان مكونات الأغلبية الحكومية الحالية، “كشفت وجها جديدا من أوجه التشويه الذي يتعرض له النضال الديمقراطي، ولحظة لتعميم اليأس من تجربة ديمقراطية بنيت منذ السنوات الأولى للاستقلال برغبة صادقة وخالصة من طيب واسع من الوطنيين الديمقراطيين”.

إلى ذلك، قال النداء إن “أحد الأعطاب التي يعاني منها الحزب في الفترة الراهنة والتي قادتنا إلى تحليلنا الموضوعي لواقعنا الداخلي، هى محاولة البعض تبخيس العمل التأطيري الذي تقوم به الروابط المهنية والتنظيمات والهيئات في كل ربوع المملكة، فالعمل التأطيري التنظيمي والعمل الانتخابي هما وجهة لعملة واحدة وهي تحقيق الرخاء والتقدم لشعبنا وبلدنا”.

وأوضح أن التراجع الانتخابي الذي عرفه الحزب خلال الاستحقاقات الأخيرة في العديد من الأقاليم والجهات “الذي يعرف الجميع أسبابه الحقيقية، لا يمكن أن نحمل مسؤوليته تعسفا وبانتقائية، للبعض في مقابل وضع النتائج الإيجابية التي تحققت في مناطق أخرى، في رصيد بعض الأفراد، واعتبارها ثمرة جهود شخصية؛ في تغييب كلي للحزب وكل المناضلين الذين ينشطون في فروع الحزب وهيئاته وتنظيماته وروابطه بهذه الدوائر، إن الموضوعية الحزبية تفرض أن نتحمل المسؤولية بشكل جماعي سواء في حالة النجاح أو الفشل، خاصة أم ديمقراطية اختيار المرشحين”.

وتابع: “يجب الاعتراف بأن الحزب يحتاج الوضوح في الخطاب والممارسة، وأننا منذ تجربة التناوب التوافقي وما تلاها من حكومات ونحن نفقد جزءا من كتلتنا الناخبة التقليدية، ونؤدي ضريبة غموض الخطاب ورمادية المواقف، ما ساهم في خلق علامات استفهام عن هوية الحزب وخطابه”.

واستشرفت الهيئات الاستقلالية مستقبل الحزبن مشيرة إلى أن المستقبل يحتاج “منا جميعا أن نقف وقفة تأمل مع الذات لمساءلة واقع البيت الداخلي، من داخل المؤسسات، بالكثير من الشجاعة والموضوعية؛ على اعتبار أن النقد الذاتي يشكل وصية تاريخية من الزعيم علال الفاسي لكل الأجيال، والمنهاج السليم الذي يجب أن تتبعه كل الاستقلاليات ويتبعه كل الاستقلاليين، الذين لم يتخلفوا يوما عن المشاركة في المعارك الفكرية والسياسية والانتخابية الكبرى التي خاضها الحزب، وأن أي محاولة للقيام بالنقد الذاتي خارج هذا الإطار تعتبر انقلابا على الفكر العلالي”.

وشدد النداء على أن “الاختلاف داخل الحزب يشكل ثروة فكرية حقيقة، وهو أمر ليس جديدا عليه، لذلك لا يمكن اعتباره مبررا للبحث عن بدائل غير مؤسساتية، تكون قابلة للاختراق من طرف المتربصين بالحزب بهدف تصفية الحسابات مع الاستقلاليات والاستقلاليين؛ فأي اختلاف حقيقي في التحليل والرؤى، إن وجد، يجب أن يتم في إطار مؤسساتي موحد، تجمعنا فيه ثوابت الحزب ومرجعيته الأساسية، وهو ما يعتبر المنهجية السليمة لاقتراح البدائل الموضوعية التي تنصهر معها خلافاتنا وتحقق غاياتنا الجماعية”.

ودعا النداء أعضاء الحزب إلى “استحضار تفاصيل المؤتمر العام السابق واستثمار مكتسبات هذه اللحظة التنظيمية التاريخية التي اعتبرت نقلة ديمقراطية كبيرة على المستوى الداخلي من العمل من أجل أن يكون المؤتمر المقبل عرسا نضاليا متميزا، ومحطة لتقديم أجوبة قوية وواضحة لكل من يحاول العبث بالحزب من الداخل والخارج، ومناسبة لإحداث قطيعة مع الممارسات المصلحية داخله من خلال تحصين قيادته من أمانة عامة ولجنة تنفيذية، وتجاوز منطق التوازنات والحسابات الضيقة التي تحكم عادة المحطات التنظيمية الكبرى للحزب، والتي تكون في غالب الأحيان على حساب مصلحته، وهو ما يستدعي وحدة المناضلات والمناضلين من كافة الأجيال”.

وفيما يلي لائحة الهيئات الاستقلالية الموقعة على “نداء ضمير الحزب” :