مجتمع

منظمة تماينوت: وفاة “إيديا” نتيجة للسياسات الصحية الغير المتوازنة

قال المكتب الفيدرالي لمنظمة تاماينوت إن “وفاة الطفلة “إيديا فخر الدين”، ابنة تودغى العليا بإقليم تنغير بالجنوب الشرقي نتيجة للسياسات الصحية الغير متوازنة والتهميش الممنهج لهذه المنطقة، رغم أن الحق في الصحة يضمنه الدستور المغربي في فصله 31 وينص الفصل 154 منه على المساواة بين المواطنين في توفير وديمومة وولوج الخدمات العمومية. كما تضمنه المواثيق والإعلانات الدولية خصوصا المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواد 21، 24 و29 من إعلان الأمم المتحدة حول حقوق الشعوب الأصلية.”

وأضافت المنظمة في بيان لها، تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منه، أن “هذا الحادث الأليم لا يمكن عزله عما يعرفه المغرب من تمييز بين الأفراد والجماعات والتفاوتات الكبيرة بين المناطق على المستويات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية نتيجة احتكار السلطة وعدم اقتسام الثروة والموارد إضافة إلى السياسات الإقصائية التي مارستها الدولة الحديثة طيلة خمسة عقود من الزمن والتي كرست الفساد والاستبداد، نتج عنه تفقير المناطق الأمازيغية والجهات لصالح المركز ما أدى انتفاض الريف من أجل مطالبه المشروعة، وسخط عارم على الأوضاع في الجنوب الشرقي، على اعتبار أن الدولة تستهتر بحياة مواطنيها الأمازيغ وتعتمد مقاربة أمنية وترهيبية للتعاطي مع مطالبهم.”

وأردفت “تاماينوت”، في البيان ذاته، أن “وفاة الطفلة “إيديا” في هذه الظروف يعتبر من مؤشرات فشل الدولة في إعادة التوازن للعرض الصحي في البلاد من خلال القانون 09-34 لـسنة 2011 وما يسمى بالخريطة الصحية و المخططات الجهوية للعرض الصحي، وهذا راجع إلى غياب إرادة سياسية حقيقية لضمان الحق في الصحة لكافة المغاربة وتقليص الفوارق بين الأفراد والجهات.”

وحمل البيان، “الدولة مسؤولية المساس بالحق في الحياة لبناتها وأبنائها وتدعوها إلى الوفاء بالتزاماتها الدستورية والأخذ بجدية مطالب الحركات الاحتجاجية التي تؤطرها النصوص والعهود الدولية.”

وعبرت منظمة “تماينوت” عن “مساندتها للمطلب الشعبي الرامي إلى إنشاء مستشفى إقليمي بتنغير بمواصفات وطنية كما هو منصوص عليه في قانون المنظومة الصحية 09-34 و المراسيم ذات الصلة بتنفيذه؛ خصوصا ما تعلق بمعايير المنظمة العالمية للصحة في عرض العلاجات وجودتها ما يضمن لجميع المواطنين حق الولوج إلى الخدمات الصحية بدون تمييز بسبب اللغة أو الانتماء الجغرافي أو المستوى الاجتماعي.”

كما أكدت “مساندنتها جميع الحركات الاحتجاجية السلمية والحضارية التي تعرفها المناطق الأمازيغية المهمشة والتي من خلالها يعبر الشعب الأمازيغي عن تشبته بالحق في الحياة والوجود والعيش الكريم وتعكس عمق القيم النبيلة التي يحملها الإنسان الأمازيغي، داعية وكل مناضلي ومناضلات منظمتنا وكل الديموقراطيين إلى المشاركة المكثفة في المسيرة الوطنية السلمية التي دعت إليها حركة “تاوادا” يوم 23 أبريل الجاري بمدينة “الرباط.”