مجتمع، ملف

الملة .. خبز مغربي يأبى الاندثار في رمال زاكورة الساخنة

تحت أشعة شمس حارقة تجمع أطفال ونساء وشيوخ ورجال من بلدة امحاميد الغزلان في إقليم زاكورة جنوب شرقي المغرب لمتابعة تحضير الخبز على إيقاع أهازيج صحراوية وتشجيع الحاضرين.

معدو الخبز والمتابعون في “محاميد الغزلان” استمتعوا بمنظر شروق وغروب الشمس بين الكثبان الرملية، ووحدهم أبناء المنطقة يقاومون ظروف العيش، لكي لا تغيب عاداتهم وطقوسهم الجميلة.

قبل ميل الشمس للغروب استعد رجال من المنطقة للتنافس على تحضير أفضل خبز يطلق عليه “الملة”، وهو نوع من الخبز معروف بين الرُحَّل في الصحراء المتاخمة للحدود مع الجزائر، وذلك ضمن الدورة الـ14 للمهرجان الدولي للرُحَّل الذي أقيم الشهر الماضي.

دقيق وملح وماء

طريقة تحضير خبز “الملة” خاصة للغاية، حيث يمزج الدقيق مع الملح والماء ثم يُعجن حتى الحصول على عجينة متماسكة بشكل يسمح بإعدادها في شكل أقراص.

بعدها توضع العجينة في رمل ساخن جدا عن طريق حرق خشب متاخم له، وهو ما يسهل عملية نضج الخبز، وبعد دقائق قليلة يكون الخبز المحفوظ من حبات الرمل جاهزا بمنظر جميل رغم أنه كان تحت الرمل.

ويقول نور الدين بوركابة -وهو باحث مغربي ينحدر من المنطقة- إن “الرُحَّل يلجؤون إلى هذه الطريقة التقليدية السهلة في طهي الخبز نظرا إلى تعذر توفير فرن”.

وما إن اكتمل إعداد خبز “الملة” حتى عمل الرُحَّل على توزيعه على الزوار الذين تجمعوا حول المكان معجبين بمشهد تحضير الخبز تحت الرمل.

ولإكمال الرُحَّل فرحتهم يختتمون مسابقتهم برقصات تلهب حماس الجمهور، في مشهد بهيج يرددون خلاله أهازيج وأغاني صحراوية.