سياسة

أفتاتي: العثماني اختار الأمر السيء حتى يتجنب الاختيار الأسوأ

اعتبر القيادي بحزب العدالة والتنمية عبد العزيز أفتاتي، أن الانتقادات الموجهة إلى حكومة سعد الدين العثماني، هي أمر طبيعي، لأن رئيس الحكومة اعترف نفسه أن حكومته لا تمثل الإرادة الشعبية، وإنما هي ما يمكن أن ينتجه الحزب في هذه الظروف، وهي أحسن ما هو متوفر في السياق الحالي.

وقال أفتاتي في تصريح لجريدة “العمق”، أن “رئيس الحكومة اختار الأمر السيء حتى يتجنب الاختيار الأسوأ، وهو الانقلاب على العملية كلها ولا يبقى فيها لا منافسة ولاهم يحزنون”، مشيرا أن “الانتقادات الموجهة للحكومة ليست موجهة للعثماني، لأن الأخير يعترف نفسه أن حكومته لا تمثل الإرادة الشعبية”.

وشدد أفتاتي ضمن تصريحه للجريدة على أن “الاختلاف يجب أن يكون بطريقة متحضرة والتعبير يجب أن يكون بأدب، وإلا لن نستفيد من الكلام”، مشيرا أن الحزب مدعو الآن إلى يحدث تمايزا بين رئاسة الحكومة والأمانة العامة، حتى تكون قيادة الحزب قادرة على تأطير الحكومة بتوجيهات الحزب.

وفي السياق ذاته، اعتبر أفتاتي، أن مسألة تجديد ولاية عبد الإله بنكيران على رأس حزب العدالة والتنمية لم تعد متعلقة بالقوانين الداخلية للحزب، وإنما أضحت مرتبطة باختيار وإرادة الناس، مشيرا أن تجربة تحديد الولايات كانت بسبب سياق وجد فيه الحزب نفسه في صراع من أجل أن يكون أو لا يكون، في حين أن المرحلة الحالية يوجد فيها الحزب في وضعية المنافسة مع مختلف الأطياف السياسية قصد تدبير الشأن العام.

وقال أفتاتي، إن الأمر الآن لم يعد تنظيميا داخليا مرتبطا بالحزب كما في السابق، ولكن الأمر تحول إلى شيء له علاقة بإرادة الناس، مشيرا إلى أن “الناس الآن يصوتون على الحزب أخذا بعين الاعتبار أداء عدد من المرشحين ورموزه”، مشددا على أنه “لا يمكن أن ننفي أهمية الحزب ولكن اختيار الناس فيه نوع من التجسيد في فريق أو زعامة معينة، ولذلك الأمر لم يعد في يد الحزب، وعلى الحزب أن ينتبه إلى انتظارات الناس واتجاهات تصويتهم”.

وأوضح البرلماني السابق عن دائرة وجدة، أن “الناس إذا كانوا مستعدين للتصويت على العدالة والتنمية لأن بنكيران هو رئيسه، فلم يعد الأمر هو لماذا سيَحرِم الحزب نفسه من الفوز، ولكن لماذا سيتم حرمان الناس من مساهمة بنكيران”، مبرزا أن “النقاش الآن هو ليس التجديد من عدمه، ولكن هو وجوب أخذ بعين الاعتبار معطى إدراة الناس في أن سبب تصويتهم للحزب هو استحضارهم لأداء عدد من الأشخاص والرموز، وبالتالي فلا معنى لأن يتم استبعاد هؤلاء الناس فقط من أجل قوانين الحزب”.

وشدد المصدر ذاته، على أنه يجب اعتبار أن اختيار الناس هو الأسمى، مشيرا أن “هذا الأمر ليس له علاقة بالانتصار لبنكيران أو عزل العثماني، وإنما لأن هذا الأمر هو تراكم، لأنه كنا في لحظة لا نتخيل أي يكون رئيس الحكومة هو غير الأمين العام، ولكن مع المتغيرات أصبح لزاما أن يكون رئيس الحكومة مؤطرا بالحزب وتوجيهاته، حتى يكون توجه الحزب أسمى من توجهات أعضاء الحكومة، وهذا يعني أن قيادة الحزب يجب أن تكون مؤهلة لتأطير عمل الحكومة دون أن تكون فيها”.

وأبرز أن “هذا الأمر يفترض أيضا أن يكون الأمين العام قادرا على توجيه الحكومة دون أن يكون من أعضائها. فهذا الأمر له علاقة بالتجربة والتراكم ولا يتعلق الأمر بالحديث عن عزل العثماني أو الرميد أو إعلاء مقام بنكيران، بل هو إعلاء للخبرة والمضي في هذه الصيرورة، التي يجب على الحزب الآن أن يجيب عنها، هل هو قادر على تفعيل هذا التمايز الآن أم سيتم تأجيله إلى وقت لاحق”.