مجتمع، ملف

محتجون بالرباط يحملون الدولة مسؤولية وفاة الطفلة “إيديا”

على غرار عدد من مدن الجنوب الشرقي التي خرجت في مسيرات احتجاجية يومي السبت والأحد الماضيين تنديدا بحادث وفاة الطفلة “إيديا فخر الدين”، خاضت فعاليات جمعوية وحقوقية وسياسية وقفة احتجاجية أمس الأحد، أمام مبنى البرلمان تلتها مسيرة جابت جزءا من شارع محمد الخامس بالرباط، للتعبير عن استنكارها للظروف التي توفيت فيها الطفلة “إيديا”.

وصدحت حناجر المحتجين بشعارات تندد بالوضع الصحي الكارثي الذي ترزح تحته مناطق المغرب العميق، والذي اعتبروه سببا مباشرا في وفاة الطفلة “إيديا” ذات السنتين والنصف، والتي وصفوها بـ”شهيدة الحكرة والتهميش”، بعد عدم تقديم الخدمات الطبية الضرورية لها، بمستشفى تنغير والرشيدية وتنقلها لمسافة طويلة في اتجاه المستشفى الجامعي بفاس والذي لفظت أنفاسها الأخيرة به.

وجابت المسيرة التي شاركت فيها فعاليات حقوقية وسياسية وجمعوية، ومناضيلن عن الحركة الثقافية الأمازيغية، جزءا من شارع محمد الخامس مرددين شعارات تحمل “الدولة” مسؤولية وفاة الطفلة “إيديا”، وتردي الخدمات الصحية بالمغرب عامة وبمناطق الجنوب الشرقية بشكل خاص.

وكانت عدد من الهيئات الجمعوية والحقوقية، قد طالبت “بفتح تحقيق مستعجل لمعرفة دواعي التأخر في منح العلاج الضروري للطفلة “إيديا” بما يسمى المستشفى الجهوي بالرشيدية”، مؤكدة أن “وفاتها مرتبطة بصعوبة الولوج إلى الخدمة الصحية بسبب غياب التجهيزات الضرورية لتأمين الحق في الصحة، ونظرا لغياب مستشفى جامعي بحهة تعتبر ثاني جهة مساحة على الصعيد الوطني”.

كما اعتبر المكتب الفيدرالي لمنظمة “تاماينوت”، أن وفاة الطفلة “إيديا فخر الدين”، ابنة تودغى العليا بإقليم تنغير بالجنوب الشرقي، جاءت “نتيجة للسياسات الصحية غير المتوازنة والتهميش الممنهج لهذه المنطقة، رغم أن الحق في الصحة يضمنه الدستور المغربي في فصله 31 وينص الفصل 154 منه على المساواة بين المواطنين في توفير وديمومة وولوج الخدمات العمومية”.

يأتي ذلك في وقت نفت فيه وزارة الصحة على لسان مندوبها الجهوي بدرعة تافيلالت، عبد الرحيم الشعيبي، في تصريح لجريدة “العمق”، أن تكون وفاة الطفلة “إيديا فخر الدين” كان بسبب “الإهمال الطبي” الذي طالها بالمستشفى الإقليمي بتنغير، والمستشفى الجهوي بالرشيدية، مؤكدا أن المسؤولية تقع على عاتق عائلتها التي تأخرت بشكل غير مفهوم في مناسبتين لنقل الطفلة على عجل إلى مستشفى الرشيدية وفاس، حسب قوله.

وكانت الطفلة “إيديا فخر الدين”، قد توفيت يوم الثلاثاء المنصرم بالمستشفى الجامعي بفاس، نتيجة نزيف دماغي جراء ارتطام رأسها بالأرض، حيث تحولت جنازتها إلى مسيرة احتجاجية تنديدا بـ”الإهمال” الذي طالها بمستشفى تنغير والرشيدية في غياب لأبسط الشروط الدنيا للتدخلات المستعجلة الكفيلة بإنقاذ حياتها.

ورفع مشيعو جثمان الطفلة “إيديا”، شعارات تتهم وزارة الصحة بـ”الاستهتار” بأرواح ساكنة إقليم تنغير، وتندد بالحكرة والتهميش الممارس على الإقليم خصوصا في قطاع الصحة، معتبرين أن “إيديا” ماتت جراء “الإهمال” بعد أن فشل مستشفى تنغير والمستشفى الجهوي بالرشيدية من إنقاذ حياتها، مؤكدين أن أطفال تنغير أصبحوا ممنوعين من اللعب لأن الإقليم لا يتوفر على مستشفى قد يقدم لهم العلاج في حالة إصابتهم بمكروه.