سياسة

في تصعيد جديد.. الجبهة تواصل تسييج منطقة الكركرات

في خطوة من شأنها أن تخلق توترا بمنطقة الكركرات، أقامت قوات عسكرية تابعة لجبهة البوليساريو نقطة تفتيش جديدة بالكركرات، وذلك بعد أسابيع قليلة من الانفراج في الأزمة التي عرفتها المنطقة خلال الأشهر الأخيرة من العام 2016 وبداية العام 2017.

وحسب وكالة الأنباء الموريتانية، فقد وضعت البوليساريو متاريس وحجارة وإطارات سيارات على الطريق المار من الكركرات والرابط بين نقطتي التفتيش الموريتانية والمغربية، فيما تمكن نقطة التفتيش من التحكم في حركة السير بين البلدين.

وكان المصدر ذاته، قد أشار الأحد إلى أن الجبهة، أقامت سياجا على عرض ساحة المرور بين نقطة عبور ‘‘بيرغندوز‘‘ المغربية ونظيرتها من الطرف الآخر الموريتانية –انواذيبو PK55.

وأضاف المصدر ذاته، أن السياج الجديد، لا يسمح بمرور أكثر من سيارة واحدة نحو الطرف الموريتاني أو الطرف المغربي ويمكن “البوليساريو” من إحكام القبضة على العبور بشكل مطلق.

ويأتي هذا الموقف ردا على طلب ورد في تقرير ‘‘غوتيريس‘‘ دعا فيه الجبهة إلى الانسحاب من منطقة “الكركرات” التي يعتبرها منطقة عازلة.

المغرب يسحب قواته

أقدم المغرب في فبراير الماضي على سحب قواته من منطقة الكركرات بالصحراء في الحدود مع موريتانيا، بهدف احترام وتطبيق طلب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس.

وأوضح بلاغ لوزارة الخارجية أنه بتعليمات من الملك محمد السادس ستقوم المملكة المغربية، ابتداء من اليوم بانسحاب أحادي الجانب من المنطقة.

وذكر البلاغ أن المغرب أخذ علما باهتمام، بالتصريح الصادر، يوم أمس السبت 25 فبراير 2017، عن المتحدث باسم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بشأن الوضعية الخطيرة في منطقة الكركرات بالصحراء المغربية.

وأكدت الوزارة أن المغرب يسجل توصيات وتقييمات الأمين العام، المنسجمة مع الشرعية الدولية، مضيفا أن هذا التصريح يأتي على إثر الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك محمد السادس مع الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غيتريس في 24 فبراير الجاري.

وخلص البلاغ إلى أن المغرب يأمل أن يمكن تدخل الأمين العام من العودة إلى الوضعية السابقة للمنطقة المعنية، والحفاظ على وضعها، وضمان مرونة حركة النقل الطرقي الاعتيادية، وكذا الحفاظ على وقف إطلاق النار وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

انسحاب المغرب يربك “البوليساريو”

وكان قرار المغرب القاضي بالانسحاب من منطقة “الكركرات” بالصحراء على الحدود مع موريتانيا، والذي جاء “بهدف احترام وتطبيق طلب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس”، (أربك) حسابات جبهة البوليساريو، حيث خرج أعضاؤها بتصريحات متفرقة تعكس “تخوف” هذه الأخيرة من الخطوات التي ستعقب هذا القرار.

وخرج الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، في تصريح صحفي، ليحمل المغرب مسؤولية ما يقع في المنطقة، معتبرا أن “إعلان المغرب سحب جنوده بضعة أمتار من منطقة الكركرات، تشكل بحد ذاتها انتهاكاً لوضع الإقليم ولاتفاق وقف إطلاق النار، إنما هو محاولة مكشوفة للمرواغة والمغالطة”، على حد تعبيره.

الجبهة تعلن بقاءها بالمنطقة كرد فعل مضاد

أعلنت جبهة البوليساريو الانفصالية، الأحد 5 مارس 2017، أنها ستبقى متمركزة في منطقة الكركرات، والتي كان المغرب قد أعلن انسحابه منها مؤخرا.

وقال العضو بجبهة البوليساريو محمد خداد لوكالة فرانس برس “سنبقى في موقعنا طالما استمرت الانتهاكات الواضحة لوقف إطلاق النار وللمنطقة العازلة التي كانت مصدرا للتوتر” في الكركرات.

وكان المغرب قد أعلن في نهاية فبراير الماضي انسحابا “أحادي الجانب” من منطقة الكركرات المتنازع عليها قرب الحدود مع موريتانيا، في جنوب غرب الصحراء.

واعتبر خداد الأحد أنه “في العام 1991، عندما وصلت البعثة الأممية بعد وقف إطلاق النار، لم تكن هناك طريق لا معبدة ولا قاحلة”.