مجتمع

فقهاء وخبراء مغاربة وعرب يتدارسون بفاس ظاهرة الغلو في الدين

التأم فقهاء وخبراء من المغرب والعالم العربي والإسلامي ، اليوم الأربعاء بفاس ، للتدارس في ظاهرة الغلو في الدين، والتجربة المغربية في مجال محاربة ظاهرة التطرف والغلو في الدين.

وسيعمل المشاركون في ندوة دولية حول “ظاهرة الغـلو في الدين والتطرف والإرهاب.. قراءة في المفاهيم والمعالجة الأمنية، والمقاربة المغربـية، تنظمها ، من 26 إلى 29 أبريل الجاري ، (مؤسسة لسان الدين بن الخطيب للدراسات وحوار الحضارات) ، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، على الوقوف على جهود جهات أمنية ورسمية عربية وإسلامية وغربية ومراكز بحث متخصصة وكذا مؤسسات أخرى مدنية وأكاديمية من أجل تطويق الظاهرة التي تعد إحدى أبرز أزمات العصر الحديث.

واستهل السيد حميد لحمر نائب رئيس (مؤسسة لسان الدين بن الخطيب) الندوة ، المنظمة بتعاون مع جامعة (سيدي محمد بن عبد الله بفاس) ، بمداخلة شدد فيها على أن العالمين العربي والغربي باتا يواجهان معا حالة غير مسبوقة من التوتر والاضطراب نتيجة ظهور حركات متطرفة تعتمد الإرهاب أداة لتنفيذ مقاصدها وأهدافها “يتحول الإنسان فيها إلى قنبلة بشرية تتحرك بتحركه، وقابلة للفساد والإفساد في أي مكان”.

وتابع السيد لحمر أن الأجهزة الرسمية الوصية وشبه الرسمية غير كافية لمحاربة ظاهرة الإرهاب بمفردها، حيث يتطلب الأمر الاستعانة بمؤسسات أخرى مدنية قادرة على التخفيف من حدتها، مشيرا إلى الدور الذي تحاول أن تضطلع به (مؤسسة لسان بن الدين بن الخطيب) كمجتمع مدني في هذا المجال من خلال تنظيم ندوات مرتبطة بالجانب الأمني.

وسجل أن التجربة المغربية في محاربة الغلو والتطرف أضحت نموذجا يحتدى، حيث إنها لا تهم الجانب الأمني فقط، بل تشمل أيضا الجانب السوسيو-اقتصادي والديني، مما جعل الخبرة المغربية تحت الطلب من قبل عدد من البلدان في إفريقيا وأوربا.

واعتبر السيد عمر الصبحي رئيس (جامعة سيدي محمد بن عبد الله) اختيار الجهات المنظمة لموضوع الغلو والتطرف في الدين ومفاهيمه ومسبباته وانعكاساته اختيارا موفقا، نظرا لراهنيته ولكونه أصبح اليوم يشكل هاجسا عالميا لا تنفع معه المعالجة الأمنية بمفردها.

وذكر السيد الصبحي بأن الغلو والتطرف والعنف والتعصب ظواهر عالمية عامة، وطريقة تفكير وأسلوب تعبير منحرفين يمكن أن تؤثر مخرجاتهما على العلاقات بين الدول والشعوب وكذا العلاقات داخل المجتمع أو البلد الواحد، مؤكدا انخراط جامعة فاس في تطويق هذه الظاهرة من خلال الباحثين المنضوين في بنيات البحث التابعة لمختلف كلياتها، الذين ينظمون ويشاركون في الندوات ذات الصلة بالموضوع ويشرفون على الأطروحات التي تتناول شتى جوانبه.

وأكد ممثل منظمة الإيسيسكو اسماعيل طراوري (مالي) أن التطرف والغلو سلوك يتعارض مع تعاليم الإسلام الداعية إلى اليسر، ويهدد الأمم والشعوب اليوم في وقت تجنح إلى التسامح وحوار الثقافات والحضارات.

ونوه السيد طراوري بالتجربة المغربية في معالجة هذه الظاهرة واصفا إياها ب”بالرائدة وتستحق التنويه”، مضيفا أنها يمكن أن تفيد دولا في الجوار الإقليمي تعاني من عدم الاستقرار، ومعبرا عن يقينه بأن عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي ستبرز بشكل أفضل وناجع هذه التجربة الرائدة.

وقال “نحن في الإيسيسكو نتابع عن كثب هذه التجربة ونستفيد منها في تنفيذ الأنشطة ذات الصلة باختصاصات المنظمة”.

وتبحث الندوة جملة من المحاور ضمنها “أسـباب نشوء ظاهرة الغلو في الدين والتطرف العنيف في العالم الإسلامي، ومسببات انتقالها وتناميها في الـغرب”، و”دور الإعلام و تقنيات الاتصال الحديثة في تنامي ظاهرة الغلو والتطرف والإرهاب”، و”ظاهـرة اسـتغلال العنصر النسوي في الترويج للأفكار المتطرفة والتنظيمات الإرهابية”.

كما تتناول “دور المجتمعات المدنية والمؤسسات الدينية والأكاديمية في مكافحة الغلو والتطرف والإرهاب”، و”ظاهـرة الحركات الانفـصالية ودورها في تغذية الغلو والتطرف وأثرها على الإرهـاب”، و”المقاربة المغربية المعتمدة في مكافحة التطرف العنيف والإرهاب، وحظوة الاعتراف على المستوى الدولي”.