أخبار الساعة

باحثون يقاربون في ندوة بأرفود المظاهر الجمالية في لغة الملحون

شكل موضوع “المظاهر الجمالية في لغة الملحون” محور ندوة أدبية، احتضنتها دار الثقافة تافيلالت بأرفود، أمس السبت، على هامش النسخة 23 من ملتقى سجلماسة لفن الملحون الذي ينظم هذه السنة تحت شعار “فراجتو فكلامو”.

وشارك في هذه الندوة، عدد من الأساتذة الباحثين في الثقافة والتراث، أمثال سالم عبد الصادق، وسعيد كريمي، ومبارك أشبرو، وبحضور مهتمين بالشأن الثقافي بجهة درعة تافيلالت وخصوصا بشعر الملحون.

واستهل سالم عبد الصادق اللقاء بطرح تساؤلات محرقة ومحرجة حول لغة الملحون منطلقا من عنوان الندوة ومميزا بين الكلام والفرجة بالعودة للأصل المعجمي وللجذع اللغوي لمكونات العنوان، مفصلا في مفهوم الكلام باعتباره لغة ولسانا وتحققا ماديا للغة، أما الفرجة فقد تكون حركة أو غناء أو انطباعا أوشعورا عند المتلقي.

واعتبر الصادق، أن الملحون فن عنيف بلغته، وأن لغته ليست بشعر عربي فصيح ولا بخليط من العامية والدارجة بل هي لغة فقط، ووقف في السياق ذاته على إشكالات لغة الملحون بين المنشد والمتلقي كما وقف عند مواضيعه المختلفة والمتنوعة من عبادات وحب الرسول، والحكم والعلاقات الإنسانية، ولم يفوت الفرصة للحديث عن شعراء الملحون الذين اعتبرهم علماء خارج المؤسسة الرسمية الذين تعلموا الملحون موهبة وطوروه برؤاهم العصامية.

ومن جهته، صنف الباحث سعيد كريمي الملحون في خانة الثقافة الطبيعية حيث اعتبر لغته من التعابير الأكثر بلاغة على المستوى الدلالي، والأكثر إنسية تعبيرا عن الثقافة الأصيلة قائلا، مضيفا أن شعر الملحون عبر عن الإنسان المغربي العميق، وساءل مجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية وهو ديوان المغاربة بامتياز، وعلى المؤسسات الرسمية أن ترد الاعتبار لهذا الفن غرضا وإنشادا ونقدا أيضا.

وأضاف كريمي أن “شعر الملحون هو اشتغال باللغة وعلى اللغة وحين نكتب فإننا نشتغل على اللغة بمستويات مختلفة منها الصواتي والتركيبي والبراكماتي والتداولي أيضا”، كما أصل كلمة الملحون بالعودة للأصل المعجمي مستشهدا بنقاد بحثوا في شعر الملحون ومنهم محمد الفاسي وعباس الجراري وابن خلدون ووقف عند مستويات لغته التي لا تلتزم لا بالنحو ولا بالقواعد بل هي لغة تمتح من العربية ومن لغة الشعب وقارب هذه اللغة على المستوى الصواتي والصرفي والنحوي وغير ذلك من المستويات.

امبارك اشبارو توقف هو الأخر عند بلاغة الإمتاع والإقناع في شعر الملحون وربطه بالإمتاع والمؤانسة عند أبي حيان التوحيدي مؤكدا في السياق ذاته أن “شعر الملحون وظف المعجم الأمازيغي، فجمع بين اللغة العربية والأمازيغية لإثبات الهوية المغربية ومن أجل التسامح اللغوي”، مضيفا أن “لغة الملحون هي لغة متميزة وخليط من اللغة،وشعراء الملحون هم الذين صنعوا الدارجة العربية”.