سياسة

الريسوني: الربيع مازال حيا في دول وكامن في السعودية والجزائر

اعتبر الفقيه المقاصدي ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني، أن تفاعلات الحراك الثوري الاحتجاجي الذي عاشته الدول العربية سنة 2011، وسمي حينها بـ “الربيع العربي” مازال حيا ومتحركا بدرجات متفاوتة من بلد إلى آخر، كما شدد على أن الحلول السلمية تعد الأفضل مردودية وأقل تكلفة.

وشدد الريسوني في حوار له مع “إضاءات”، على أن الربيع مازال مشتعلا وحامي الوطيس في سوريا وليبيا واليمن، وفي حالة غليان واحتقان شديد في مصر، وهو هادئ نوعًا ما في تونس والمغرب، وهو كامن أو مؤجل في دول أخرى كالجزائر والسعودية.

وأضاف الريسوني على أن “الدول التي تحولت الأحداث فيها إلى صراع مسلح أو حرب أهلية أصبحت تعيش حالة مأساوية مظلمة”، وعقب “ومع ذلك فدوام الحال من المحال”.

وأوضح القيادي في حركة التوحيد والإصلاح المغربية ورئيسها الأسبق ذاته، “على أن الحالات الأشد مأساوية في دول الثورات العربية هي تلك التي تحركت فيها الجيوش والميليشيات النظامية وأجهزة القمع المختلفة، لتنقض على الحراك الشعبي السلمي الأعزل بأسلحتها ودمويتها… فكان ما كان من انقلاب وعسكرة وصراعات مسلحة. وهنا لا ينبغي أن ننسى الأدوار الإجرامية القذرة لملوك وأمراء عرب تبنوا وموَّلوا ودعموا بكل ما يستطيعون الثورة المضادة، وكذلك يفعلون إلى الآن”.

إلى ذلك، أكد الفقيه المقاصدي في الحوار ذاته على أن طريق الإصلاح السلمي المتدرج هو الأقل كلفة والأفضل مردودية، وأنه الطريق الذي تتوق إليه الشعوب العربية ولا ترضى به بديلا متى أتيح لها، وعلق على الاحتقان الذي شهدته عدد من الثورات العربية بقوله “لكن وكما يقول المثل المغربي «من يعطي العيد للعبيد؟»، فالانفجارات الشعبية الاجتماعية والسياسية لا تقع إلا عند انسداد الأفق وانعدام الأمل”.

وأضاف “وهذه الانفجارات الثورية الاحتجاجية هي عادة ردود فعل غير مدروسة ولا معقلنة، هي تعبير عن شدة الظلم وعن حالة الاختناق، فلا يمكننا محاسبتها ولا مؤاخذتها. بل يحاسب ويؤاخذ الذين بيدهم القرار والتدبير والإمساك بزمام الأمور”، كما قال “وأما التيارات الإصلاحية المتبصرة، فواجبها الاستمرار – بصبر وأناة وإصرار – في شق طرق الإصلاح السلمي والتدافع السلمي، وتوعية الشعوب بحقوقها وواجباتها، ودفعها للانخراط والإسهام في هذه الطرق والمسارات”.

إلى ذلك، شدد الريسوني على أن “إيران هي التي أحيت وأججت الصراعات الطائفية الحالية، واستخرجت لنا كل عتادها وأسلحتها، ثم تجاوبت معها السعودية ومن يتبعها، فجندت كامل قدراتها وإمكاناتها وأدواتها. وبين هذه وتلك، تدفع الشعوب والمجتمعات الإسلامية الثمن الباهظ الذي نراه، وخاصة المجتمعات المتعددة الطوائف «سنة/شيعة»”، على حد قوله.

وأردف “وهذا الصراع الطائفي المتزايد والمتصاعد هو أكبر كارثة معاصرة تحل بالمسلمين، بعد الاحتلال الأوروبي واغتصاب فلسطين”.

ودعا الريسوني من أسماهم بـ “الحكماء” في الصف الشيعي، بالسعي إلى عدم الانجرار وراء الغرور والطموحات الطائفية، والتي من شأنها أن تتسبب في “الكارثة العظمى، فيروا الحصاد المر لسياستهم العمياء”، وخاطبهم بقوله “أقول لعقلاء الشيعة كما قال الشاعر: «أبَـني حنيفةَ أَحكِموا سفهاءكم ….أما سفهاؤنا نحن فهم تَــبَع لسفهائكم».