مجتمع

الزفزافي: الوالي اليعقوبي جزء من مشكلة الريف وعلى الملك التدخل

هاجم ناصر الزفزافي، أحد متزعمي الاحتجاجات التي يعرفها إقليم الحسيمة، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، محمد اليعقوبي، معتبرا أنه جزء من المشكلة ولا يمكنه أن يكون جزءاً من الحل، مطالبا الملك محمد السادس بالتدخل لرفع ما أسماه “عسكرة الريف”.

وقال الزفزافي في شريط فيديو تداوله نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن اليعقوبي “يريد تشتيت ونسف الحراك الشعبي في الريف، بعدما نجح في ذلك مع احتجاجات غلاء أسعار الكهرباء في طنجة”، معتبرا أن تواجده في الريف سيزيد من احتجاجات النشطاء.

وتابع قوله: “على الدولة أن تعرف أن تواجد اليعقويي هنا سيزيد من التصعيد وسنتخذ أشكالا نضالية قوية، لأنه كان من المفروض على اليعقوبي أن يوصل تقارير صحيحة حول مطالبنا العدالة إلى الرباط، لا أن يصفي حساباته هنا”.

المتحدث أوضح أن معركتهم هي ضد الفساد والمفسدين، متهما الدولة بـ”تجاهل الحراك وممارسة الضغوط والقمع على النشطاء، واستعمال الصحافة الصفراء لتشويه سمعة النشطاء”، مردفا بالقول: “الدولة تحاصرنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا بظهير مشؤوم يعتبر المنطقة منطقة عسكرية وكأننا في سوريا أوالعراق، وهذا الظهير يخيف المستثمرين من القدوم للمنطقة”.

الزفزافي اعتبر أن الحراك يطالب منذ 6 أشهر، بمطالب اجتماعية واقتصادية وثقافية ورفع العسكرة، عبر ملف حقوقي يتضمن مطالب عادلة ومشروعة من إنشاء المعامل والشركات والجامعة والمستشفى الجامعي ومستشفى السرطان، ومحاسبة لوبيات العقار الذين سرقوا أراضي البسطاء، ولوبيات الصيد داخل الميناء الذين يهربون الثروة السمكية”.

وأضاف أنه في عهد الإسبان كان ما يقارب 22 معملا خاصا بتصدير السمك، إضافة إلى معامل المشروبات الغازية، والآن لا يوجد أي معمل، لذلك انتفضنا ضد الفساد والمفسدين، والملك قال إنه يجب محاربة الفساد”.

وبخصوص الاتهامات التي يوجهها البعض إلى وجود انفصاليين في حراك الريف، قال الزفزافي إن “ما يشاع على أننا انفصاليين هو كذب لأن هناك ملف حقوقي يظهر مطالبنا العادلة والمشروعة”، مطالبا الجيش بالتوجه إلى منطقة الكركرات في الصحراء عوض الحسيمة، وفق تعبيره.

وقفات جديدة

إلى ذلك، دعا نشطاء إلى تنظيم وقفة احتجاجية بعد غد السبت بمنطقة بوكيدان بالحسيمة، ضمن الاحتجاجات المستمرة في الريف، في حين دعت مجموعة من الهيئات السياسية والحقوقية والنقابية والجمعوية بمدينة تطوان، إلى المشاركة في وقفة تضامنية مع الحسيمة غدا الجمعة.

ووقع بيان الوقفة كل من الحزب الاشتراكي الموحد، حزب النهج الديمقراطي، المؤتمر الوطني الاتحادي، تيار التحرر الديمقراطي، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الجامعة الوطنية للتعليم، الشبيبةالعاملة المغربية، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، منتدى حقوق الإنسان شمال المغرب.

اليعقوبي ومشاريع الحسيمة

بالمقابل، أوضح والي جهة طنجة تطوان الحسيمة محمد اليعقوبي، أن حوالي 25 مليار درهم تم استثمارها في غضون 12 سنة في إطار مختلف البرامج التنموية، التي أطلقت على مستوى إقليم الحسيمة، واصفا الجهود المبذولة من طرف الدولة لتعزيز جاذبية الإقليم وتحسين الظروف المعيشية للساكنة بـ”الجبارة”.

وأوضح اليعقوبي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه فضلا عن برنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة (2015 – 2019) الذي يحمل إسم “الحسيمة، منارة المتوسط” ، توجد عدة برامج أخرى قيد الإنجاز، ومنها البرنامج المتعلق بتقليص الفوارق الترابية الذي رصد له غلاف مالي يناهز ملياري درهم.

وأشار الوالي إلى أنه بالإضافة إلى خمسة مراكز توجد قيد التشييد، و24 أخرى تعرف أشغال إعادة التهيئة، فإن مدينة الحسيمة ستتوفر في القريب العاجل على مركز استشفائي إقليمي كبير (250 مليون درهم)، الذي أطلقت أشغال إنجازه، وأن مستشفى كبيرا سيفتتح أبوابه نهاية السنة الجارية بإمزورن، مما سيعزز البنيات التحتية الصحية بالإقليم، وفق تعبيره.

من جهة أخرى، لفت المتحدث إلى انتهاء برنامج تأهيل مدينة الحسيمة ومراكز تارجيست وبني بوعياش وأجدير وإمزورن (ماء، كهرباء، طرق وتطهير)، مضيفا أن خمسة عشرة مركزا قرويا صاعدا آخر ستحظى بجهود مماثلة في مجال التأهيل، كما تحدث عن كون مشاريع تتعلق بمكافحة الفيضانات وبناء مطرح عمومي ومسالك وبنيات تحتية طرقية مهيكلة، توجد في مرحلة الإنجاز أو الإطلاق، مشيرا في هذا الصدد إلى الطريق التي ستربط تارجيست بكالا يريس.

وختم المتحدث قوله إن “مدينة الحسيمة التي تتطلع إلى مستقبل واعد، هي في حاجة على غرار باقي مناطق المغرب، إلى تكثيف جهود التسويق لجذب مزيد من الإستثمارات”، وفق تعبيره.