مجتمع

متظاهرون ببوعرفة يستنكرون تجاهل السلطات لاستغاثات السوريين (فيديو)

احتج نشطاء بمدينة بوعرفة، في وقفة هي الثانية من نوعها، للمطالبة بإيجاد حل عاجل لأزمة السوريين العالقين على الحدود المغربية الجزائرية، مستنكرين ما سموه تجاهل السلطات لنداءات الاستغاثة لإنقاذ العالقين.

المتظاهرون رفعوا شعارات تدعوا الدولة المغربية إلى تقديم مساعدات عاجلة إلى اللاجئين السوريين والتدخل لحل الأزمة، مرددين هتافات من قبيل: “فك الحصار.. عن اللاجئين السوريين”، “يا للعار يا للعار.. اللاجئ يحصار”، “وفين حقوق الإنسان.. اللاجئين فالوديان”.

الوقفة التي نظمها “التنسيق المحلي لبوعرفة لدعم قضية العالقين السوريين على الحدود الجزائرية المغربية”، أول أمس الأحد أمام ساحة “تامللت”، عرفت مشاركة عدد من الفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية، مطالبين السلطات بالتدخل لحل قضية العالقين قبل حلول شهر رمضان.

وندد المتظاهرون بما وصفوه “عدم اهتمام” المسؤولين المغاربة والجزائريين والمنظمات الوطنية والدولية، وعدم تدخلهم لحل هذه الأزمة الإنسانية، وفتح ممر إنساني دون تضييق لعبور أساسيات الحياة إلى الأطفال والنساء والمرضى، على الأقل.

يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه معاناة السوريين العالقين على الحدود المغربية الجزائرية، منذ أزيد من 36 يوما على التوالي، حيث اقتلعت الرياح القوية التي عرفتها منطقة فجيج الحدودية، عددا من الخيام المهترئة للاجئين، تاركة إياهم بدون أي مأوى في صحراء قاحلة.

بسام رعد أبو زهير، أحد السوريين العالقين على الحدود، قال في اتصال سابق لجريدة “العمق”، إنهم لم يتلقوا أي قطرة ماء منذ 4 أيام، مشيرا إلى أن المياه التي كانت تصلهم من المغرب والجزائر طيلة الأيام السابقة لم يعودوا يتوصلون بها الآن.

وأضاف المتحدث، أن العالقين يضطرون في هذه الظروف إلى استعمال مياه ملوثة من نهر قريب منهم، وهو ما يجعل حياتهم معرضة للخطر، مردفا بالقول: “الآن نعيش بدون مياه ولا خيام، نفترش الأرض ونلتحف السماء، والأفاعي والعقارب تهددنا من كل جانب”، وفق تعبيره.

إلى ذلك، دعا أبو محمود، وهو لاجئ سوري مقيم بألمانيا، توجد زوجته وأبناؤه وأخوه ضمن العالقين على الحدود، الحكومة المغربية إلى التدخل لحل أزمة اللاجئين قبل حلول شهر رمضان، معتبرا أن وضعهم الحالي لا يسمح بتركهم على الحدود لأيام أخرى.

وقال أبو محمود في تصريح لجريدة “العمق”، إنه يناشد الملك محمد السادس بمنح السوريين العالقين حق الدخول إلى المغرب، والنظر إليهم يعين الرحمة واعتبارهم ضيوفا، مردفا بالقول: “نحن نسمع دوما عن الملك المغربي بأنه ملك الكرم والرحمة ويساعد المستضعفين، ونتمنى أن يتدخل لحل أزمة أطفال ونساء وشيوخ يوجدون بجواره”، على حد قوله.

ولا زالت سلطات البلدين تصر على رفض دخول السوريين العالقين على الحدود إلى أراضيهما، في وقت ناشدت فيه عدة منظمات حقوقية مغربية وأجنبية، حكومتي البلدين إلى إيجاد حل سريع وعاجل لهذا الملف بعيدا عن الحسابات السياسية.

وتعيش العائلات السورية في خيم مهترئة من الأقشمة والبطانيات، تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة، ويغطي غبار الصحراء وجوههم وأجسادهم، ناهيك عن انتشار الأفاعي والعقارب في المكان، وهو ما يعرض حياتهم للخطر، في حين يجد العالقون صعوبة كبيرة في الحصول على الماء والطعام في ظل منع الجيشين المغربي والجزائري أي شخص من الاقتراب من المنطقة لمساعدتهم.