مجتمع

عائلة طفل تاوجطات “تكذب” وزارة الصحة وتعتبر ابنها ضحية “الحكرة”

كذب بلاغ لعائلة الطفل منير سليتة، الذي توفي الأربعاء الماضي بصعقة كهربائية بمدينة تاوجطات، رواية وزارة الصحية التي نفت وجود أي إهمال في التكفل بالطفل الذي وصل إلى المركز الصحي عين تاوجطات، وقالت إنه كان “في حالة وفاة بعدما أصابته صعقة كهربائية”.

وكان المئات من سكان مدينة عين تاوجطات، قد احتجوا أول أمس الخميس، أثناء تشييع جنازة الطفل القاصر الذي فارق الحياة بعد صعقة كهريائية أودت بحياته، رافعين شعارات تندد بالإهمال الطبي الذي راح ضحيته الطفل، ومطالبين بفتح تحقيق في النازلة ومحاسبة كافة المتورطين في هذا الإهمال.

رواية العائلة

وأوضح بلاغ العائلة، اطلعت جريدة “العمق” على نسخة منه، أن “الطفل منير تعرض يوم الأربعاء 24 ماي الجاري لصعقة كهربائية من الضغط العالي، حوالي الرابعة ونصف مساء أسقطته مغمى عليه، حيث قام زملاؤه فورا بالاتصال بمصلحة الإسعاف، التي لم تأخذ الأمر على محمل الجد، ليقاوم الطفل الموت لأزيد من ساعة، وبعد وصول سيارة الإسعاف إلى المستوصف الذي يفتقد أصلا للمعدات والمستلزمات، وجد هذا الأخير موصدا، حيث يغلق أبوابه على الساعة الرابعة، في غياب تام للمداومة”.

وأضاف البلاغ، أن “الجموع الغفيرة التي حجت إلى عين المكان، شاهدت كيف أن باشا المدينة اصطحب معه طبيبا بلباس منزلي، حيث قام هذا الأخير بإسعافاته الأولية البدائية، ما يكذب الرواية الرسمية لوزارة الصحة والتي حاولت أن تلقي باللائمة على الأقدار وحدها، مدعية أن منير الشهيد وصل إلى باب المستوصف وهو ميت”.

واعتبرت عائلة الطفل، وفق البلاغ ذاته، أن السلطات المحلية حاولت في اليوم الموالي “أن تنتزع جثمان الطفل من أجل تشريحه بهدف فبركة بيان صحي كاذب يزكي مزاعم وزارة الصحة، لكن الأسرة بمعية زملاء الطفل منعوا تلك المسرحية، كما حلت في نفس اليوم القناة الثانية التي كعادتها لإيجاد الأعذار لمؤسسات الدولة”.

“شهيد التهميش والحكرة”

عائلة الطفل اعتبرت ابنها منير “ضحية للحكرة والتهميش الذي عانت وتعاني منه مدينتنا الصغيرة، والتي ناضلت لشهور متواصلة من أجل مركب استشفائي يصون كرامة المواطن وصحته وسلامته، لكنها لم تتلق غير الوعود الكاذبة”.

وتابع البلاغ ذاته: “نعتبر الشهيد ضحية للسياسات اللاشعبية التي انتهجها النظام طيلة عقود ضد الفقراء والمعوزين والعمال والفلاحين والمعطلين والطلبة وشتى الفئات المتضررة من المخططات الطبقية والتصفوية”.

وحملت العائلة المسؤولية كاملة للنظام، معتبرة أن ما وصفتها بـ”روح الشهيد منير باقية ستتمدد لتحرق الفساد والمفسدين وتنير طريقنا في الحلكة القاتمة التي نعيشها”، وفق تعبير البلاغ.

الصحة تنفي مسؤوليتها

وكانت وزارة الصحة قد نفت في بلاغ لها، وجود أي إهمال في التكفل بالطفل الذي وصل إلى المركز الصحي عين تاوجطات، وقالت إنه كان “في حالة وفاة بعدما أصابته صعقة كهربائية”.

وقالت الوزارة إن الطفل ذي الثالثة عشر ربيعا، أصيب بصعقة كهربائية عند تسلقه إحدى الأعمدة الكهربائية وهو مبلل بالماء إثر السباحة في إحدى البرك المائية المجاورة حيث سقط جثة هامدة.

وأضافت الوزارة أنه على إثر ذلك “تدخلت السلطات المعنية ونقلت الضحية إلى المركز الصحي عين تاوجطات 2 في الساعة السادسة وعشرين دقيقة، وبعد خمس عشرة دقيقة جاء الطبيب الرئيسي للمركز الصحي عين تاوجطات 2 بحضور باشا المدينة، وفحص الطفل داخل سيارة الإسعاف التي أقلت الضحية، وتأكد من وفاته، وحرر الطبيب شهادة طبية تثبت ذلك”.

ولفتت إلى أن المركز الصحي المذكور “يشتغل بشكل عادي خلال أوقات العمل الرسمية إلى غاية الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال، وبعد ذلك يشرع في العمل بالمداومة من خلال الاتصال بالطبيب الرئيسي للمركز”، مشددة على أنه “لا وجود لأي إهمال في التكفل بالهالك الذي وصل إلى المركز الصحي عين تاوجطات وهو في حالة وفاة”.