طارق: الاحتجاجات أقرب لروح 20 فبراير والمجتمع تحرر من الخوف
اعتبر حسن طارق، أستاذ علم السياسة بجامعة الحسن الأول، أن الديناميكية الاحتجاجية التي يعرفها المغرب، هي “أقرب في الواقع إلى روح 20 فبراير، وأنها أعادت مرة أخرى التأكيد على حقيقة سوسيولوجية وسياسية تنتمي إلى “الاتجاهات الثقيلة” التي تخترق المجتمع المغربي، والتي تتعلق بترسيخ عقيدة المساءلة لدى قطاعات واسعة منه، وتحرره من هواجس الخوف”.
وعزا الباحث الجامعي، ما يقع في الحسيمة، إلى “تحول عميق في تمثل المجتمع المغربي لذاته وللدولة، وأن أزمة كبرى في الوساطة المجتمعية، بقنواتها الحزبية والنقابية والمدنية، وبنخبها ومثقفيها، تجعل استراتيجية الشارع خيارا مركزيا لدى المجتمع، وتجعلنا أمام خطاب “خام” لم يتعرض لآثار العقلنة داخل مؤسسات التأطير وتدوير المطالب”، مستبعدا أن يكون أثرا لزعامة احتجاجية فردية استثنائية، ولا انفلات عابر في علاقة السلطة بالمجتمع، سرعان ما سينتهي بمقاربة أمنية تقليدية.
وقَسَم حسن طارق، في مقال رأي له، ديناميكية “الحراك الاجتماعي” بالحسيمة، إلى جيلين من أجيال الحركات الاحتجاجية، جيل للحركات الاحتجاجية متعلق بالمطالب المادية ذات الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية، وآخر جديد لما بعد المادية، حيث تحضر المطالب الرمزية والهوياتية.
وخلص مدير مركز الدراسات العمومية، إلى القول بأن “العجز البنيوي اليوم يوضح أن التحكم في الأحزاب السياسية، لا يمكن مثلا أن يوازيه التحكم في خيارات الناخبين المدنيين، ولا أن يوازيه التحكم في الحركات الاجتماعية لذلك”، مضيفا: “يبدو التناقض اليوم واضحا، بين خيار عودة الملكية التنفيذية، وتهميش السياسة والتعالي على المشروعية الشعبية، من جهة، وبين انفجار الطلب الاجتماعي، وتحرر المجتمع من تقاليد الوصاية وتمسك قطاعات واسعة منه بفكرة المساءلة”، يختتم طارق حديثه.