منتدى العمق

فوائد قوم 2011 عند قوم 2017 مصائب

رغم أن الحراك الشعبي ل 2011 كان له الوقع الايجابي على هذه البلاد ،وجنبها السقوط في فخ الانقلابات والحروب الأهلية ،فالشعب انذاك كان أذكى من ”المخزن” بل ومن النظام ككل ،حينما خرج بكل مكوناته للاحتجاج السلمي للمطالبة بالعدالة الاجتماعية ومتطلبات العيش الكريم بالتوازي مع الحراك الذي شهدته الدول الأخرى ،لأنه لو لم يحدث بالحراك المغربي انذاك ،وتمت الانتخابات التشريعية فبالتأكيد كان سيكون حزب اخر غير العدالة والتنمية ،وبالدرجة الاولى البام ثم الأحرار ،هم من كانا سيقودان الحكومة ،وبالتالي تستمر الدولة على نفس نمط التسيير دون مراعات شروط التكافؤ بين الطبقات الاجتماعية ،الشيء الذين كان سيؤدي لا محال لاحتجاجات هي الأقوى والأقرب لزعزة النظام على مر التاريخ ،ولله الحمد لم يقع ذلك .

بمقابل هذا الوقع الايجابي ،فقد كانت أهم سلبيات هذا الحراك هو الافراج عن بعض المتهمين بالأحداث الارهابية سابقا وأخص بالذكر الشيخ الفيزازي وأبي حفص ،
الاثنان معا خرجا بعفو ملكي دون إسقاط للتهم التي كانت منسوبة اليهما والتي ستظل عالقة برقابهما من الناحية القانونية على الأقل ،وكلاهما منذ الإعفاء أصبحا يسيئان للدولة شعبا وملكا من حيث ما يعلمون ومن حيث ما لا يدرون وذلك خدمة لأجندات المخزن الداخلية والخارجية .

فالفيزازي الذي ”صدع” رؤوسنا بأسطوانة أن أهم جبر للضرر هو صلاة أمير المومنين خلفه وتسليمه عليه ،أنسيت يا الفيزازي أن أمير المومنين استقبل من قبلك وبعدك رموز الفساد والاستبداد والفجور (الهمة،مزوار ،دنيا بطمة،سعد المجرد …)أتعلم أن “المجرد” متابع بجريمة يعاقب عليها القانون والشرع الذي تنتسب إليه ؟أتعلم العمل الشريف الذي تقوم به ”دنيا بطمة” مثلا ؟ أشاهدت الفيديو الذي فضح الهمة ومزوار وهم في حالة سكر وفساد علني بإحدى دول الخليج في إطار زيارة عمل وتمثيل للبلاد ؟
ألديك دراية بملفات الفساد الاداري والمالي المعروفة على الهمة ومزوار وحزبيهما ؟…
هل يكفي استقبال هؤلاء أو مصاحبة الملك لهم كي نسقط التهم والجرائم المنسوبة إليهم باسم قوانين الدين والدنيا ؟

الجواب التلقائي على هذه الأسئلة هو مثيل للجواب على مسألة إسقاط التهم المنسوبة إليك بمجرد أن الملك عفا عنك وصلى خلفك .
ومع ذلك ونكران لجميل الحركات الاحتجاجية التي سببت في خروجه من السجن ،أصبح الفيزازي يحارب (إلى حد التخوين والتكفير ) كل من يخرج للاحتجاج بطرق سلمية ولأجل مطالب واقعية .

أما ”أبو حفص” ،مباشرة بعد خروجه من السجن شارك في تأسيس حزب سلفي بمباركة من المخزن ،وبعدما اكتشف أنه لن يستطيع خدمة المخزن ورد جميل إطلاق السراح عبر بوابة الحزب ،انتقل لحزب الاستقلال بحثا عن الشهرة في الحزب الأعرق والأكثر شهرة من الحزب الاخر . هو أيضا ودائما في إطار البحث عن الشهرة خدمة لأجندات المخزن، جرب الحملات الانتخابية فلم يثق فيه الشعب ولم ينل القسط اللازم من التصويت ،فتراجع للوراء واختبأ في غطاء الدراسات والبحوث الاسلامية ،وأصبح ينتظر الضوء الأخضر من الجهات المعنية كي يثير المجتمع بقضية من القضايا الحساسة بغية إلهاء الرأي العام عن المشاكل الجديرة بالإثارة والنقاش لإيجاد الحلول ،وهو بالمناسبة نفس الدور الذي يقوم به المدعو أحمد عصيد تحت غطاء الفكر والحقوق، واخر ما قام به المسمى ”أبو حفص” هو أنه أثار نقاش المساواة في الإرث في إشارة غير مباشرة إلى تصحيح النص الشرعي المحفوظ من عند الله ،وذلك في عز الحراك الشعبي الذي تعرفه مناطق شمال المغرب ، وقد تحققت الغاية فعلا في تلك الفترة فتجاهل الناس والإعلام تطور الأوضاع الاحتجاجية بالريف وانكبوا حول مناقشة هذا الموضوع الذي لا يستحق النقاش أصلا .
بقلمي :خليل رشدي

#الحرية_للمعتقلين_الأبرياء