مجتمع، ملف

الأعرج: المغرب دخل باب عالم الآثار من بابه الواسع وسنحمي الموقع

أكد وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، أن المغرب باكشتافه لـ”هومو سابينس” أو أقدم إنسان عاقل يعود إلى نحو 300 ألف سنة، دخل باب عالم الآثار من بابه الواسع”.

وأضاف الأعرج، خلال اللقاء الذي انعقد صباح اليوم الجمعة بأكاديمية المملكة لتسليط الضوء على الاكتشاف، أن الاكتشاف يعد “حدثا علميا عالميا في مجال التراث”، موضحا أنه “تم في إطار برنامج بحث علمي يسهر على تنفيذه المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بتعاون مع معهد ماكس بلانك بألمانيا”.

ولفت الأعرج، إلى أن الاكتشاف، “ثورة في عالم الآثار، واكتشاف تاريخي غير مسبوق بموجبه دخل المغرب باب عالم الآثار من بابه الواسع”، مؤكدا أنه يعد “الأكبر في العالم”.

وشدد الوزير، على أن الوزارة “ستعمل على تعزيز حماية الموقع بإجراءات للحفاظ عليه وتثمينه، مشيرا أن “هناك حراسة حاليا على هذا الموقع”.

وكان فريق دولي، بإشراف عبد الواحد بن نصر عن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة والاتصال، وجان جاك يوبلان عن معهد ماكس بلانك للأنتربولوجيا المتطورة بألمانيا، قد تمكنوا من اكتشاف بقايا عظام إنسان ينتمي لفصيلة الإنسان العاقل البدائي، مرفوقة بأدوات حجرية ومستحثات حيوانية بموقع جبل إيغود بإقليم اليوسفية (جهة مراكش – تانسيفت).

وأوضح بلاغ للمعهد أنه تم تحديد تاريخ هذه اللقى بحوالي 300 ألف سنة قبل الحاضر وذلك بواسطة التقنية الإشعاعية لتحديد العمر، وبالتالي فإن هذه العظام تعد أقدم بقايا لفصيلة الإنسان العاقل المكتشفة إلى اليوم، إذ يفوق عمرها عمر أقدم إنسان عاقل تم اكتشافه إلى الآن بحوالي 100 ألف سنة، مضيفا أن هذه الاكتشافات تشكل موضوع مقالين يتضمنهما عدد 8 يونيو الجاري من مجلة “ناتير” (طبيعة).

وأفاد البلاغ بأن موقع إيغود عرف منذ ستينيات القرن الماضي، إذ تم العثور فيه على بقايا إنسان وأدوات تعود إلى “العصر الحجري الوسيط” مشيرا إلى أن القراءة الأولية لهذه اللقى ظلت محل لبس لسنوات بسبب عدم دقة عمرها الجيولوجي.

وبفضل الحفريات الأخيرة، التي تمت مباشرتها منذ سنة 2004، فإن البقايا الجديدة التي تم اكتشافها وتأريخها تجعل من موقع جيل إيغود أقدم وأغنى موقع برجع “للعصر الحجري الوسيط” بإفريقيا والذي يوثق للمراجل الأولى لتطور الإنسان العاقل، حسب البلاغ.

يُشار إلى أنه وبعد كشف بقايا عظام أطراف وجماجم وأسنان في جبل إيغود بإقليم اليوسفية، والتي يتجاوز عمرها مائة ألف سنة عن الرفات الأخرى للجنس البشري المعروفة تحت اسم (هومو سابينس)، والتي كانت قد اكتشفت في شرق أفريقيا سابقا، تكون كل النظريات والمفاهيم المتعلقة بأصل الجنس البشري وتاريخ ظهوره قد أصبحت متجاوزة ولا دقيقة.

ولقي الاكتشاف الذي أعلن عنه من المغرب، اهتماما كبيرا من طرف الباحثين الدوليين والصحافة العالمية، وذلك بعدما كانت أقدم بقايا معروفة لجنس “هومو سيبيانس” قد اكتشفت في موقع إثيوبي يعرف باسم “أومو كبيش”، وتعود إلى نحو 195 ألف سنة.