سياسة

أوريد يدعو الأمازيغ لتجاوز خطاب الهوية والتركيز على المصير المشترك

دعا مؤرخ المملكة والناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي حسن أوريد، الحركة الأمازيغية إلى أن تتجاوز خطاب الهوية الذي كان مبررا في وقت سابق، حيث كان البحث عن الاعتراف والإنصاف.

وقال أوريد في محاضرة له بإنزكان تحت عنوان “المغرب ما بعد دستور 2011″، من تنظيم المجلس الجماعي لإنزكان، إن الحركة الأمازيغية ينبغي أن تفكر مغربيا وتبتعد عن أي تمييز لساني أو عرقي، وتعمل انطلاقا من قيم المساواة والعدل والكرامة من أجل المغرب ومن أجل المصير المشترك.

وجدد أوريد، الدعوة إلى إلى تشكيل كتلة تاريخية تعلي من قيم الكرامة والديمقراطية، وتتجاوز الخلافات الإيديولوجية الثانوية التي تتحدث عن إسلامي وأمازيغي ويساري، بما يمكن من وطن يسع الجميع.

واعتبر أوريد أن ظروف الوصول إلى فكرة الكتلة التاريخية مواتية لها اليوم، مشيرا إلى أن نبيل بنعبد الله سبق وأن طرحها، داعيا في الآن ذاته إلى “رد الاعتبار للمثقفين والمفكرين والنخب لنخوض معركة ضد الفقر والجهل”.

وكان أوريد، قد شدد أمس الجمعة في محاضرة بعنوان “الدين والسياسة” من تنظيم مركز “أتيك” بتيزنيت، على أن “ما نحتاجه اليوم هو تجاوز الاختلافات الثانوية؛ إسلامي أمازيغي يساري، والسعي نحو وطن يجمعنا ويعلي قيم الكرامة والديمقراطية، ولا ينبغي التفكير لا من منظور طبقي ولا ثقافي”.

وأبرز مؤرخ المملكة السابق، أن المغرب في حاجة إلى إطارات سياسية ومدنية جديدة، مشيرا أن الهامش المغربي يعرف دينامية إيجابية حيث بات يطرح أفكار عميقة بوعي، غير أن هذا الأمر يطرح السؤال “أين الخلل؟”، مشيرا أن “المغرب لا يمكن أن يتقدم دون التخلص من ميكانزمات الإعاقة”.

وسجل أوريد أن الحقل الديني يعد نموذجا للأزمة التي وصل إليها المغرب، مبرزا أن الإصلاح الديني بالمغرب لم يبدأ بعد، لأن الإصلاح يحتاج مراجعة للمسلمات وجرأة في التعاطي وعمق في التشخيص والتحليل، مشيرا أنه عاجز عن فهم مصطلحات من قبيل الأمن الروحي.

وأوضح أنه لا يمكن أن نتحدث عن الحداثة في المغرب بينما توزيع السلط وتوازنها لا يزال محتكرا من طرف السلطة، مسجلا أن الحداثة في المغرب تقنية ولا تعكس فلسفة مفهوم الحداثة، فهناك أحزاب وانتخابات، لكن أين فصل السلط وتوازنها وعدم احتكارها، يتساءل أوريد.

وعن أسباب تراجع دور المثقفين، قال أوريد إن “اختزال الثقافة في التسلية والمثقف في التقنية والتخصص والانسحاب من الشأن العام من تجليات وأسباب تراجع دور المثقفين”، معتبرا أن “دور المثقف هو النقد والتفكيك وطبعا هذا يزعج البنية القائمة”، في إشارة إلى نظام المخزن.