مجتمع

فتاة ليبية تحكي معاناة “المستور” بليبيا قبل أن يموت غرقا بسواحلها

تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تدوينة تعود لفتاة أمازيغية ليبية تحكي من خلالها ما دار بينها وبين الناشط الأمازيغي رشيد بن حسي الملقب بـ”المستور” والذي توفي غرفا الجمعة الماضي بسواحل ليبيا أثناء محاولته العبور إلى أوروبا.

وقالت الفتاة الليبية في تدوينة لها على “فيسبوك”: “أرسل لي رشيد طلب الصداقة عبر فايسبوك ليسألني عن أحوال ليبيا وقمت بقبول طلب صداقته منذ الأول حذرته من المجيء لليبيا لأن الحروب والسلاح هنا في كل مكان”.

وأوضحت أن “رشيد” أخبرها أنه يعيش بمنزل يعود للشبكة المتخصصة في التهجير السري والتي وفرت لهم كل شيء من فراش وأثاث وطعام وحتى الخدم، “وكانوا يعدونهم كل ليلة بالخروج قصد ايطاليا ولكن كانوا يبررون عدم نجاح أي محاولة بسوء الأحوال الجوية”.

وتابعت الفتاة الليبية، أن رشيد حكى لها كيف كانوا يتعرضون يوميا لشتى أنواع لسب والشتم والتهديد و”الكلاشينكوف” يوميا على رؤوسهم هو وبعض المواطنين السوريين، مضيفة “سرقت أمواله وهاتفه لكن تمكن من شراء هاتف جديد ربما بعد تلقيه أموال من المغرب”.

“قال لي أنه يلزم البيت طول اليوم تقريبا لمدة شهر لم تطأ قدماه خارج البيت بسبب تهديدات العصابة المسلحة، عرضت عليه الهروب من صبراتة حيث يتواجد الى جبل يفرن حيث أتواجد أنا وكل الناس هنا أمازيغ سيستقبلونك أحسن استقبال”، تضيف صديقة “المستور” الليبية.

وزادت قائلة: “سألني عن المدة بين مصراتة وجبل يفرن أخبرته أن ساعة ونص أو ساعتين مشيا على القدم قد تكفيه لينجو من أيدي العصابة لكن تهديداتهم حالت دون نجاته كان يفكر في العودة للمغرب لكن كيف ومتى حكى لي مرات أنه لم يكن يعلم فعلا بأن الأوضاع في ليبيا هكذا لكان لم يفكر يوما في السفر إليها عانى كثيرا صديقي رشيد قبل موته ومثواه في الجنة إن شاء الله”.

وعلاقة بالموضوع، أكدت عائلة الناشط الامازيغي رشيد بن حسي الملقب بـ”المستور” والذي قضى غرقا بالسواحل الليبية مساء الجمعة الماضي، وهو يحاول العبور إلى إيطاليا رفقة 18 مهاجرا سريا، أن جثمانه ووري الثرى بليبيا.

وأوضح لحسن بن حسي، شقيق “المستور” في تصريح لجريدة “العمق”، أنه تواصل مع صديق “رشيد” بليبيا والذي كان رفقته أثناء محاولته العبور بحرا إلى إيطاليا وأكد له أنه تم دفن جثمانه بليبيا يوم السبت الماضي.

وأضاف أن المرحوم اتصل بعمه يوم الجمعة مساء في حدود الساعة السادسة وأخبره أنه سيرحل عن ليبيا في اتجاه إيطاليا على متن قارب مطاطي وأقفل بعد ذلك هاتفه النقال، مضيفا أن “العائلة كانت تنتظر اتصاله يوم السبت للاطمئنان عليه لكن دون جدوى”.

وأشار بن حسي، أنهم تلقوا خبر وفاته يوم الأحد من صديق له كان يعمل معه بالرباط، وأرسل لهم صورة لجثته أثناء انتشاله، مضيفا أن “المستور” كان مصرا على الذهاب إلى ليبيا من أجل الهجرة عبرها إلى إيطاليا.

وكان نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قد أطلقوا حملة للمطالبة بنقل جثمان “المستور” لدفنه بمسقط رأسه بدوار “أيت تومرت” بجماعة إغيل نومكون، إقليم تنغير، بعد أن قضى غرقا، وهو يحاول رفقة عدد من المهاجرين السريين الوصول إلى أوروبا بحرا انطلاقا من السواحل الليبية.