سياسة

ما أشبه اليوم بالبارحة .. مطالب الريف هي هي منذ 60 عاما (وثيقة)

لم تكن المطالب التي ينادي بها سكان مناطق الريف، التي رفعها خصيصا سكان مدينة الحسيمة، وليدة الأمس القريب، بل هي مطالب لها جذور تمتد إلى عهد السنوات الأولى من الاستقلال.

والغريب في الأمر أن الأصوات التي تعالت لتخوين حراك الريف في الوقت الحاضر، كانت لها أصوات مماثلة سبق لها أن خونت مطالب سكان الريف خلال عهد السلطان محمد الخامس.

هذا الأمر كان موضوع مادة خبرية على إحدى الصحف الصادرة على عهد السلطان محمد الخامس، حيث قالت إن عبد الرحمان انجاي رئيس الديوان الملكي حينئد، عقد ندوة صحفية حول المهمة التي قامت بها اللجنة الملكية التي كان يرأسها في الشمال.

وأشار تقرير الجريد أن “اللجنة التي أوفدها محمد الخامس إلى مختلف القرى في هذه النواحي حول أسباب الحوادث التي سادتها وللاستماع إلى ملاحظات السكان ومطالبهم، قد زارت اللجنة أقاليم تازة والحسيمة والناظور”.

وقالت الجريدة إن “البعثة لاحظت في جميع الأماكن التي زارتها شعورا عميقا عند السكان بوحدة البلاد وحريتها واستقلالها وتعلقا متينا بجلالة الملك محمد الخامس نصره الله”.

وقد كان هؤلاء السكان، تضيف الجريدة، “نزلوا من الجبال التي يعتصمون بها لا للعصيان أو التحرر كما قد يظن الكثير بل لإظهار تذمرهم، واستيائهم في عدم الاستفادة من منابع الاستقلال”.

وأضاف التقرير: “في تازة عاد السكان إلى أعمالهم ومزاولة نشاطهم. وذكر السيد انجاي أن اللجنة اتصلت بأكثرية السكان واستقبلتهم جماعات جماعات دون حضور رجال السلطة. وقد عملت اللجنة على إشعار المواطنين بأن لهم الحرية الكاملة في التعبير الصريح عن شكاياتهم وآرائهم في المسائل التي تهم مساقط رؤوسهم”.