سياسة

يحياوي: من الإنصاف أن يرفع الملك المظلمة التي لحقت بمعتقلي الريف

دعا المحلل السياسي مصطفى يحياوي الملك محمد السادس إلى إطلاق سراح المعتقلين على ذمة أحداث الحسيمة الأخيرة، قائلا إن الانزعاج الذي عبر عنه الملك بخصوص تأخر إنجاز المشاريع المبرمجة بالحسيمة دليل على صواب مطالب المحتجين ودليل على أنهم ليسوا انفصاليين ولا مجرمين حتى يُزج به في السجون.

وأشار يحياوي في تدوينة له على فيسبوك، أنه “إذا كان عدم الرضا هو الجامع بين حدث الغضبة الملكية على الوزراء المعنيين بمشاريع الحسيمة المنارة وبين خروج الشباب لأكثر من سبعة أشهر احتجاجا على تعثر الأوراش التنموية بالريف، فكيف نعاقب هؤلاء ونبخس نضالاتهم في الدفاع على حقهم في تتبع مساءلة القائمين على السياسات العمومية؟”.

واعتبر أن استمرار معاقبة شباب حراك الريف فيه نوع من التضارب مع غضبة الملك في المجلس الوزاري الأخير، مشيرا أنه “قد نختلف حول نضج عفوية الخطابات الحماسية ومدلولاتها السياسية، ولكن لن نختلف على أن احتجاجاتهم كانت صائبة في فضح ما يشوب عادة المشاريع العمومية (خاصة الاجتماعية منها)”.

وكان الملك محمد السادس قد عبر في بداية أشغال المجلس الوزاري، الذي انعقد زوال أمس الأحد بالقصر الملكي بالدار البيضاء للحكومة، وللوزراء المعنيين ببرنامج الحسيمة منارة المتوسط، بصفة خاصة، عن استيائه وانزعاجه وقلقه، بخصوص عدم تنفيذ المشاريع التي يتضمنها هذا البرنامج التنموي الكبير، الذي تم توقيعه تحت الرئاسة الفعلية للملك، بتطوان في أكتوبر 2015، في الآجال المحددة لها.

وفي هذا الصدد، أصدر الملك تعليماته لوزيري الداخلية والمالية، قصد قيام كل من المفتشية العامة للإدارة الترابية بوزارة الداخلية والمفتشية العامة للمالية، بالأبحاث والتحريات اللازمة بشأن عدم تنفيذ المشاريع المبرمجة، وتحديد المسؤوليات، ورفع تقرير بهذا الشأن، في أقرب الآجال. كما قرر عدم الترخيص للوزراء المعنيين بالاستفادة من العطلة السنوية، والانكباب على متابعة سير أعمال المشاريع المذكورة.

وذكر الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، أن محمد ذكّر مرة أخرى، بتعليماته التي سبق أن أعطاها للمسؤولين وللحكومات السابقة، بأن لا يتم تقديم أمام الملك، إلا المشاريع والاتفاقيات التي تستوفي جميع شروط الإنجاز، سواء في ما يتعلق بتصفية وضعية العقار، أو توفير التمويل، أو القيام بالدراسات، على أن تُعطى الانطلاقة الفعلية للأشغال في أجل معقول.

وأشار المصدر ذاته أن الملك أكد على ضرورة تجنب تسييس المشاريع الاجتماعية والتنموية التي يتم إنجازها، أو استغلالها لأغراض ضيقة.